صالح المصطفى التل.. صاحب أول بيان انتخابي في تاريخ الانتخابات الأردنية


ولد صالح المصطفى اليوسف الملحم التل في منتصف القرن التاسع عشر لوالد كان من كبار مُلاك الأراضي في إربد، وكأترابه التحق صالح باحد كتاتيب إربد؛ ليتعلم قراءة القرآن الكريم، ثمَّ انتقل كما يذكر الأديب يعقوب العودات»البدوي الملثم»في كتابه»عرار.. شاعر الأردن»إلى مدرسة خاصة كان والده مصطفى وراء إنشائها على الرغم من أنه كان أميَّـا ونال صالح منها الشهادة الابتدائية، ودرس صالح المصطفى الحقوق وأصبح من أشهر المحامين في إربد ومن أبرز رجالات الحركة الوطنية العربية التي تصدَّت لمظالم حكومة حزب الاتحاد والترقـِّي الذي كان غالبية قادته من يهود الدونمة ومن الماسونيين، وخاض صالح المصطفى التل المعركة الانتخابية التي جرت في 20 / 8 / 1912 م«العهد العثماني»لانتخاب ممثل لواء حوران في مجلس الولاية العمومي،»المقصود بالولاية ولاية بلاد الشام أوسوريا الطبيعية التي تضمُّ سوريا، لبنان، شرقي الأردن، فلسطين»، وينقل كتاب»قضاء عجلون 1864 ـ 1918 م»لمؤلفه الدكتور عليان عبد الفتاح الجالودي عن جريدة المقتبس الصادرة في 6 / 2 / 1912 م نص البيان الانتخابي للمرشح صالح المصطفى العجلوني«التل»الذي نشره تحت عنوان «هذه خـُـطــَّـتي إذا صرتُ مبعوثا»«كلمة مبعوث مرادفة لكلمة نائب»، وحمل البيان الذي يُعتبر أول بيان انتخابي في تاريخ الانتخابات الأردنية الوعود والمطالب التالية :. 
  • السعي لتعميم المعارف، ونشر العلوم الدينية والفقهية.
  • تأسيس المكاتب«المدارس»الابتدائية للذكور، ومكتب رشدي»ثانوية»في كل قضاء.
  • تعمير المساجد والمعابد الخربة المهجورة وتعيين مرشدين»أئمة»وموظفين وخدَّام لها.
  • تنظيم أصول الزراعة على النسق الحديث، والعمل على تأسيس مكتب زراعي. 
  • جعل التعليم الابتدائي وغرس الأشجار إجباريا.
  • العمل على تعمير الأنهار وإظهار الينابيع الخربة وحفر الآبار الأرتوازية.
  • توزيع الأراضي المحلولة والموات على الأهالي وإسكانهم فيها.
  • العمل على مدِّ شعبة من خط حيفا الحجازي«سكة الحديد»لقضاء عجلون. 
  • العمل على إنشاء حمـَّـام صحي في موقع المخيبة الطبيعي. 
  • إنشاء مكتب صناعي لترقية الصناعة والتجارة.
  • تشكيل قضاء جديد يضمُّ ناحيتي كفرنجة وبني حسن لتوفير الراحة للأهالي. 


ولم يحالف النجاح أيا من مرشحي الحركة الوطنية حيث قامت السلطات بتزوير الانتخابات لصالح مرشحين كان يدعمهم حزب الاتحاد والترقـِّـي الذي كان يسيطر عليه يهود الدونمة والماسونيون.

ويذكر الدكتور عليان عبد الفتاح الجالودي في كتابه«قضاء عجلون 1864 ـ 1918 م»«ص 367»، أن صالح المصطفى التل مضى على خطى والده فأسَّس في عام 1916 م مدرسة ابتدائية خاصة في إربد سمّاها»المدرسة الصالحية العثمانية»تضمُّ إثني عشر صفا دراسيا، ويذكر صالح المصطفى التل في أوراقه الخاصة أنه من قبيل تشجيع الطلاب غير المقتدرين على الدراسة في مدرسته الصالحية كان يتقاضى البيض والدجاج والصيصان والقمح والشعير بدلا عن الأقساط النقدية، وكان من تلاميذ المدرسة بكره مصطفى وهبي التل«عرار»«أبووصفي»ومحمد صبحي أبوغنيمة»الطبيب لاحقا»والشاعر الشعبي الشهير الحاج مصطفى السكران.

وبعد خروج الأتراك من المنطقة العربية التحق صالح المصطفى التل بالحكومة العربية التي تأسَّـست بزعامة الملك فيصل بن الحسين واتخذت من دمشق عاصمة لها، وبعد نجاح المستعمرين الفرنسيين بتواطؤ مع المستعمرين الإنجليز في القضاء على الحكومة العربية الفيصلية في دمشق شارك صالح المصطفى التل في المؤتمر الذي عقده رجالات شمال الأردن الذي كان يعرف بقضاء عجلون وقرَّروا فيه تحدِّي الإنجليز وتشكيل»حكومة قضاء عجلون العربية»برئاسة القائم مقام علي خلقي حسين الشرايري وكان صالح المصطفى التل أحد أعضاء الحكومة.
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).