عشيرة المواجدة

|0 التعليقات

نسب المواجدة

يذكر كتاب » الصفوة   جوهرة الأنساب   الأردن « لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة أن المواجدة من عشائر الكرك التي تتمتع بتاريخ مجيد حيث كان جدودُهم من أمهر فرسان العرب وأكثرهم خبرة وممارسة وإقداما وجرأة , وهم من ذرِّية صبيح من فزارة من بني ذبيان من غطفان , كانت منازلهم  في الجزيرة العربية مقاربة لديار بني عبس.

وكان بنو صبيح قد هاجروا من الجزيرة العربية إلى العراق حيث نزلوا منطقة البصرة , وبعد مدة من الزمن رحل جدُّ المواجدة عبد العزيز بن محمد المواجدة وهجر قبيلته هناك بسبب  حادثة قتل  , وتوجهوا إلى جنوب الأردن  ونزلوا منطقة الحسا, مجاورا  الحجايا شمر حيث تزوَّج ابنة ضيف الله الطحاطرة , وبعد مدة رحل عبد العزيز إلى الشمال واستقرَّ في منطقة الظهرة قرب بلدة العراق لتوافر المياه والمراعي , وتزوَّج مرة أخرى من الخوالدة من قبيلة بني حميدة ورزق  بولدين هما  خليل واشتيوي ,  وبعد سنوات تزوج من الملاحيم من السعوديين من فخذ المرابحة ورزق بخمسة أولاد هم عبد الكريم وأحمد وهارون وسعيد والشخيتي , وقتل الشخيتي قبل أن يخلف , ومن أعقاب أولاد عبد العزيز الستة خليل واشتيوي وعبد الكريم وأحمد وهارون وسعيد تكونت عشيرة المواجدة في الأردن  , وقويت شوكة المواجدة  ووقعت بينهم وبين السلطات التركية في العهد العثماني حروب كثيرة كانت الغلبة فيها في بداية الأمرلفرسان المواجدة إلا أن العثمانيين جهَّزوا جيشا كبيرا لتأديب القبائل التي ثارت على الحكومة العثمانية وهاجمت مضارب المواجدة وأمعنت فيهم فتكا وتقتيلا فكانت مذبحة كبيرة  تعرَّض لها المواجدة الذين أحرقت بيوتهم وسلبت مواشيهم ولم يبق لهم شيء , ولكنهم نهضوا من كبوتهم وبنوا أنفسهم واستعادوا قوَّتهم واصطدموا مع الحكومة الفيصلية في الشام وقامت بينهم مذابح وسميت المواجدة (العشيرة الشهيدة ) . 

ولا ننسى مواقف المواجدة في حرب فلسطين فقد أبلوا بلاء حسنا وشاركوا في ثورة عز الدين القسَّام , وكان فرسانهم في الجيش الأردني بارزين في حربهم مع اليهود , ويعتبر المواجدة من العشائر الأردنية التي ساهمت في بناء دولة الأردن الحديث ولهم حضور في الحكومة الأردنية ,  وللمواجدة أقارب في مكة بالحجاز يقال لهم المواجدة ,  وفي العراق, ولهم أقارب في جبل نابلس يقال لهم الحشايكة, وفي مرج ابن عامر يقال لهم المواسي , ولهم أقارب في سوريا ولبنان يقال لهم فزارة , ولهم أقارب في قرية برما ناحية جرش يقال لهم الدبسية. والمواجدة هم أبناء عبد العزيز بن محمد المواجدة من آل صبيح من فزارة من ذبيان من غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من نسل سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام . ( إنتهى كلام المحامي البطاينة).

ويورد كتاب »قاموس العشائر في الأردن وفلسطين«  لمؤلفه الباحث حنَّا عمَّاري رواية لم يوثق مصدرها تشير إلى أن المواجدة في بلدة العراق بجوار الكرك ينتمون إلى عشيرة المجالي , وهي رواية يوردها كتاب » تاريخ شرقي الأردن وقبائلها« لمؤلفه الضابط البريطاني فريدريك, كما يورد الرواية الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العُزيزي في الجزء الرابع من كتابه » معلمة للتراث الأردني « , وهي رواية تحتاج إلى توثيق .

ويذكر كتاب مقدمة العشائر الأردنية لمؤلفه الدكتور أحمد عويدي العبَّادي أن عشائر الكرك تتوزَّع على سبع مجموعات رئيسة هي : الشراقا والغرابا والعمرو وبنو حميدة وبنو عطية والبرارشة والمشالخة , ويذكر أن عشائر الغرابا تتوزَّع على ست مجموعات إحداها الغرابا - المجالية التي تضم فروع عشيرة المجالي , وإحداها الغرابا - العراقية ( نسبة إلى بلدة العراق في الجنوب ) التي تضم المواجدة مع عشائر الخطبا والحطيبات واليتمة.

وفي دراسة بعنوان » قبيلة المواجدة في الأردن « يذكر الباحث خالد المواجدة / جامعة مؤتة أن أربع قبائل في الوطن العربي تحمل  إسم المواجدة , ولكنها مختلفة في النسب, الأولى هم المواجدة من الكدادات من قبيلة بني هاجر , والثانية هم المواجدة من هاشم من قريش وهم بنو ماجد بن عبد الرحمن بن القاسم , أما القبيلة الثالثة , فهم المواجدة من آل فاطمة من قبيلة يام , والرابعة المواجدة من صبيح من فزارة من ذبيان , وهم  مواجدة الكرك , وينسب إلى نسَّابة القبيلة وكبار السن فيها, أن قبيلة المواجدة هي أحد فروع قبيلة فزارة من ذبيان الشهيرة , وهو ما تجمع عليه كافة المصادر التاريخية , ولا خلاف في ذلك.

وقبيلة ذبيان هذه , هي أخت قبيلة عبس , اللتان دخلتا حرب الأربعين عاما , وهي حرب » داحس والغبراء « بسبب سباق الفرسين داحس والغبراء .

والمواجدة هم بنو ماجد بن صبيح بن مالك بن خمار بن حَزن بن عامر بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي  بن عُصيم بن شمخ الفزاري الذبياني الغطفاني السعدي القيسي المُضري العدناني .

وقد ذكر ابن حزم في جمهرة النسب أن عمرو بن جابر بن خشين ( أحد أجداد قبيلة المواجدة ) , كان سيد غطفان , وكان له ضريبة خاصة به مقدارها بكرتان (ناقتان) تؤخذ عن كل أسير لدى قبيلة غطفان يفتديه قومه.ويذكر القلقشندي في كتابه نهاية الأرب , أن المواجدة بطن من صبيح من فزارة من ذبيان , وأنهم كانوا بوادي القرى , ولم يبق منهم بنجد أحد .

كما يذكر ابن حزم الأندلسي في كتابه » جمهرة النسب « أن  المواجدة , هم بطن من صبيح من فزارة من ذبيان .

وأكد عبد الرحمن بن زيد المغيري أن المواجدة  بطن من قبيلة فزارة الذبيانية , وأنه لم يبق من فزارة بنجد أحد , ونزلت قبيلة طيء مكانهم , ومنهم (المواجدة ) الآن جماعة في المعقل بالمغرب الأقصى , ومنهم طائفة ببلاد لعي وواكلة ( وَرْكلة اليوم في الجزائر ) .

ويورد الباحث محمد سليمان الطيب في كتابه  » معجم قبائل العرب  « أن فرعا من  قبيلة المواجدة  يسكنون برقة في ليبيا , وهم بطن من قبيلة فزارة من ذبيان , ويذكر أن لفزارة بقية في بني سويف وجرجا في صعيد مصر , وقد وردت فزارة في الجريدة الرسمية لقانون العربان عام 1883م , كذلك أشار الطيب إلى وجود فروع أخرى من فزارة في البحيرة وديروط وسوهاج في مصر .

أما الدكتور مصطفى أبو ضيف أحمد , في كتابه » أثر القبائل العربية في الحياة المغربية خلال عصري الموحِّدين وبني مرين 1130- 1476م « , فيذكر ان المواجدة من أشهر بطون قبيلة فزارة في أوائل القرن التاسع الهجري في بلاد المغرب العربي , وكان لهم دور عظيم في تعريب المغرب العربي .

ومن أحدث كتب النسب التي أشارت لقبيلة المواجدة , كتاب  » موسوعة القبائل العربية « للباحث عبد الحكيم الوائلي , حيث ذكر في الجزء السادس من الكتاب أن المواجدة هم بطن من صبيح من فزارة من ذبيان , وأن فرعهم في الأردن قاتل بضراوة دفاعا عن الأردن خلال حروبه المختلفة .

ويعود أقدم ذكر لقبيلة  المواجدة  بهذا الاسم إلى حوالي العام 828ه / 1425م , حينما ذكر أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي في كتابه  » نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب «  , أن قبيلة  المواجدة  هم فرع من قبيلة فزارة من ذبيان , وهذا يعني أن قبيلة المواجدة كانت قد تشكلت قبل نحو (500) عام على الأقل من ذكر القلقشندي لهم , ومن هنا يقدر الباحث  ( خالد المواجدة )  بأن نشأة قبيلة المواجدة كانت حوالي العام 300ه /  912م , وما زالت القبيلة تحتفظ بنفس الاسم منذ أكثر من ألف عام وحتى اليوم .

الموطن الأصلي للقبيلة 

قبيلة المواجدة هي قبيلة نجدية النشأة والموطن , كانت تسكن بلاد نجد وما جاورها حتى وادي القرى القريب من المدينة المنورة, وقد بقيت القبيلة مع أبناء عمومتها من فروع ذبيان الأخرى هناك حتى أوائل العام 440ه / 1048م , إلى أن ضاقت قبائل نجد بالجفاف الذي ضرب المنطقة واستمر نحو عشرين عاما , فخرجت قبائل نجد الأصلية في هجرة عظيمة في ثلاثة اتجاهات رئيسية هي : 
  • الاتجاه الأول نحو العراق : وقد تشكلت هذه الموجة من قبائل فزارة بما فيهم المواجدة , واجتاحت هذه القبائل جنوب العراق من بادية البصرة حتى أطراف بغداد واستقرُّوا فيها بعد معارك طاحنة مع القبائل التي كانت تسكن هناك.
  • الاتجاه الثاني نحو الأردن : وتشكلت هذه الموجة من قبائل عنزة والعدوان والعبيدات , وبعض قبائل طيء , واستقرَّ بعض هذه القبائل في الأردن , وواصل البعض الآخر هجرته ليستقرَّ في بادية الشام حتى اليوم .
  • الاتجاه الثالث نحو فلسطين وسوريا : وقد شكلت قبائل  بنو هلال  وبنو سليم  وبعض فروع فزارة ( بما فيهم المواجدة ) معظم هذه الموجة , حيث اشتهرت هجرتهم فيما يُسمَّى اليوم »تغريبة بني هلال« لكثرة العنصر الهلالي رغم مرافقة قبائل أخرى لهم , وقد اجتاح بنو هلال ومن رافقهم بلاد الشام ومصر ثمَّ سمح لهم والي مصر بمتابعة هجرتهم نحو دول شمال أفريقيا مثل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب . 


توزيع قبيلة المواجدة في الوطن العربي
وتتوزع قبيلة المواجدة اليوم في الوطن العربي في تسعة أماكن رئيسية هي :
  1. المملكة العربية السعودية : حيث نشأ هذا الفرع من قبيلة المواجدة , ممن آثر البقاء في نجد , واستمر وجودهم في بلاد نجد حتى اليوم , ويسكنون الآن في منطقة الأفلاج في إمارة القصيم , ومن هؤلاء , خرج قسمان , اتجه الأول نحو إمارة مكة المكرمة , وقد ذكر العلامة السعودي المرحوم حمد الجاسر في كتابه المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية , أنهم أسَّسوا بلدتين كبيرتين في بلاد حَلِي  و  القوز  في مكة المكرمة , ولا زالت البلدتان تحملان اسم  »المواجدة« حتى اليوم , أما القسم الثاني فاتجه إلى الجنوب الشرقي ليستقرَّ اليوم في منطقة حفر الباطن.
  2. الكويت : ويتمركزون في منطقة الجهراء في العاصمة الكويتية , , وهؤلاء هم أصلا من حفر الباطن جاءوا إلى الكويت في ثلاثينيات القرن العشرين واستقرُّوا فيها.
  3. الإمارات العربية المتحدة : يسكنون في منطقة  حتا  في إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة , وعددهم هناك قليل , واشتهر منهم الشاعر الإماراتي ابن ظاهر الماجدي , الذي برز في القرن الثامن عشر الميلادي كأشهر شاعر في الجزيرة العربية كلها كما تذكر المصادر التاريخية .
  4. العراق : وفيها أكثر المواجدة عددا  , ويتمركزون في ثلاث محافظات جنوب العراق هي البصرة ( مركزهم قضاء  القرنة) , والعمارة (ميسان) ( يتمركزون في بلدات : الكحلاء والمجر , وسوق الشيوخ) , والناصرية  ( مركزهم في منطقة الكبايش ) .
  5. الأردن : ويسكنون في محافظة الكرك , وهم بنو عبد العزيز بن محمد بن ماجد المواجدة الصبيحي الفزاري الذبياني , الذي قدم إلى الأردن حوالي العام (1760م ) , بعد ان حكم عليه بالجلاء , فاتجه غربا واستقرَّ عند عشيرة »الطحاطرة « وهم فرع من قبيلة الحجايا , ثم واصل شمالا حتى استقرَّ في منطقة »البقيع «  غربي المزار الجنوبي الآن .
  6. فلسطين : وفرع فلسطين خرج من فرع الكرك , وهم بنو ضيف الله بن اشتيوي بن عبد العزيز المواجدة , وكان ضيف الله هذا رجلا تقيا ورعا تروى عنه حكايات تتعلق بتقواه , كان يعمل في تجارة المواشي بين الكرك والخليل , وهناك تعرف على تاجر آخر من عائلة التميمي , فتزوج إحدى بناته , واستقرَّ في الخليل , ثم اشترى أرضا في بلدة سعير جنوب الخليل واستقرَّ هناك مع أبنائه من زوجته الخليلية , واشتهر من هذا الفرع عبد الفتاح بن كريم المواجدة الذي كان قاضيا عشائريا وفارسا لا يشق له غبار في جنوب الخليل في ثلاثينيات القرن العشرين .
  7. مصر : وقد استقرَّت بعض فروع المواجدة في محافظة الدقهلية القريبة من القاهرة اليوم , وتسمى بلدتهم هناك اليوم » بساتين المواجد « ثم خرج قسم منهم واتجه شمالا وأسس بلدة   » فزارة « ولا تزال البلدة إلى اليوم تحمل اسم » خراب فزارة « . ولم يبق من هؤلاء في مصر إلا أعداد قليلة , بعد أن هاجروا غربا باتجاه ليبيا .
  8. ليبيا : وقد وفد هؤلاء مع بعض فروع قبائل فزارة وسليم وهم يستقرُّون اليوم في بلدة  »البيضة«  القريبة من السلوم على الحدود المصرية الليبية , ولا زالوا على حالة البداوة حتى الآن .
  9. الجزائر : وهؤلاء من المواجدة في ليبيا الذين كانوا يرتادون الصحارى بين ليبيا والجزائر قبل أن يستقروا نهائيا في عشرينيات القرن العشرين في منطقتين في الجزائر في واحتي (لعي وورقلة ) في الصحراء الجزائرية .


المواجدة في الأردن :
منذ استقرار الجد المؤسِّس للقبيلة في الأردن عبد العزيز بن محمد المواجدة عام 1760م , أخذت القبيلة مكانتها الطبيعية في الكرك شيئا فشيئا , وتتفرع قبيلة المواجدة اليوم في الكرك إلى ست فروع هي : 
  1. الخليل : وهم بنو خليل بن عبد العزيز المواجدة..
  2. الشتيويين : وهو بنو اشتيوي بن عبد العزيز المواجدة .
  3. آل عبد الكريم : وهم بنو عبد الكريم بن عبد العزيز المواجدة , وينقسمون إلى ثلاثة أقسام : آل موسى وآل إبراهيم وآل جبرائيل .
  4. الأحمدة : وهم بنو أحمد بن عبد العزيز المواجدة , ومن شيوخهم الشيخ عبدالله بن جمعة المواجدة الذي  قتله الأتراك في 16/1/.1911
  5. السعيديين :  وهم بنو سعيد بن عبد العزيز المواجدة .
  6. الهوارين : وهم بنو هارون بن عبد العزيز المواجدة.

وتفتخر القبيلة بأن كل فروعها هم من أب واحد , وليست تجمعا أو أحلافا .

عشيرة المومنية ( آال المومني )

|0 التعليقات

نسب المومنية

تشير رواية أوردها كتاب » قاموس العشائر في الأردن وفلسطين « لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري إلى أن عشيرة المومنية ( آل المومني) تعود بنسبها إلى جدِّهم الجندي الملقب بالقواريري وولده محمد الملقب بالزجَّاج (نسبة لانشغالهم ببيع القوارير الزجاجية) , وأن أصلهم من نهوند في منطقة البصرة بالعراق , وأنهم ارتحلوا من هناك في القرن التاسع عشر الميلادي إلى شرقي الأردن وفلسطين حيث تشكَّلت من أعقابهما عشيرتا القواسمة والجنيدية في القدس والخليل , وتشكَّلت من أعقابهما عشيرة المومنية والجنيدية في البلقاء ودير يوسف وعين جنَّا وصخرة , ويشير الباحث عمَّاري إلى وجود عشيرة تحمل إسم الجنيدية في حمص ودمشق .

ويتوزَّع مومنية بلدة صخرة إلى فرعين هما :  بنو داود , وبنو خلف , ويتوزَّع مومنية عبيين وعبلين إلى ثلاثة فروع هي : بنو معمر , وبنو الرزاق , وبنو شحادة .  

ويذكر كتاب » عشائر شمالي الأردن « لمؤلفه الدكتور محمود محسن فالح المهيدات أن عشيرة المومنية المنتشرة في صخرة وعبين وعبلين وعين جنَّا وعجلون يقولون إنهم يمتلكون حجة مؤرَّخة في 10 جمادى الأولى 1329 هجرية منسوخة عن حجة قديمة يعود تاريخها إلى عام 380 هجرية تنسبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما , وهذه الحجة محفوظة عند جنيب (الأرجح إجنيد أو جنيد )  بن الشيخ محمد الجنيدي المقيم في حمص بسوريا , ويروي كبار السن  في المومنية أن أحد أجدادهم الشيخ علي السائح الجنيدي ارتحل من بغداد إلى عين جنَّا في شمال الأردن واستقر فيها لتتشكَّل من أعقابه عشيرة المومنية , ثم توزَّعوا في صخرة وعبلين وعبين .

ويذكر الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العُزيزي في الجزء الرابع من كتابه »معلمة للتراث الأردني « أن عشيرة المومنية من أقوى عشائر منطقة عجلون , وينسب إلى كبارهم قولهم إنهم من ذرِّية الحسين بن علي رضي الله عنه , ويؤيِّدون ذلك بحجَّة نسب مؤرَّخة في 10 / جمادى الأولى / 1329 هجرية     (1911م) , وهي منسوخة عن حجَّة يعود تاريخها إلى عام 380 هجرية (990م) , ويحتفظ بهذه الحجة السيد إجنيد ابن الشيخ محمد الجنيدي المقيم في حمص , ويُعزِّز العُزيزي الرواية التي تقول إن مؤسِّس عشيرة المومنية  في منطقة عجلون هو الشيخ علي السايح الجنيدي الذي ارتحل من بغداد إلى عين جنَّا , ومن نسله نشأت جميع فروع عشيرة المومنية الذين ينتشرون في عين جنَّا وصخرة وعبين وعبلين .

ويذكر الجزء السادس من كتاب » موسوعة قبائل العرب « لمؤلفه الباحث عبد الحكيم الوائلي أن أصل عشيرة المومنية يعود إلى البصرة في العراق التي قدموا منها إلى فلسطين وسُمِّي قسم منهم بآل الجنيدي وقسم آخر بالقواسمة , وارتحل بعضهم إلى صخرة وعين جنَّا في منطقة عجلون , وارتحل قسم إلى الشام وحمص وعرفوا باسم الجنيدية , ويورد الكتاب الرواية التي تردُّ المومنية إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما . 

ويورد كتاب » القبائل العربية وسلائلها في فلسطين « لمؤلفه المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ إسم عشيرة المومنية من بين العشائر التي تعود بجذورها  إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما , وهذه العشائر هي عشيرة الصمادية وعشيرة القضاة (عجلون ) والخصاونة ( النعيمة / إيدون ) وعشيرة سعادة في أم الفحم , ويشير إلى عشائر وعائلات لم يذكر اسمها ترجع بجذورها إلى الحسين رضي الله عنه تسكن في عرَّابة وسيلة الحارثية والسوافير وبيتا وجبارات الوحيدي وبيت المقدس ويافا وغزة والسلط ونابلس.

ويذكر كتاب » الصفوة - جوهرة الأنساب  الأردن « لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة أن المومنية من عشائر الشمال الأردني / منطقة عجلون , منازلهم في صخرة وعبين وعبلين , وقسم منهم في إربد والنعيمة ,  وفي أنحاء متفرقة من الأردن , وقد قدم جدُّ المومنية الشيخ علي السائح الجنيدي من بلدة نهاوند قرب البصرة في العراق , ونزل مع ذرِّيته بلدة عين جنَّة ( عين جنَّا ) , ثم تركوها وتوزَّعوا في عدة قرى في منطقة عجلون منها عبين وعبلين وصخرة وغيرها , ومنهم من استمر في رحيله إلى فلسطين وهم القواسمي ( القواسمه ) بالخليل والجنيدي في القدس , ومنهم من نزل سوريا واستقرَّ في حمص ويقال لهم الجنيدية , ويرجع المومنية في نسبهم إلى الحسين رضي الله عنه ابن الصحابي الجليل الخليفة الراشدي علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) , ومعهم حجَّة بذلك مؤرَّخة في عام 280 هجرية ومجدَّدة حديثا ومحفوظ أصلها لدى نقابة الأشراف التي كان مقرها طرابلس  بلبنان , وبعد انتهاء الحكم العثماني انتقلت الوثائق جميعها إلى إسطنبول , وكان المومنية يتمتعون بميِّزة لدى الباب العالي العثماني كبقية الأشراف , فكانوا مُعفون من الجندية ومن دفع الضرائب , وكان لشيوخهم رواتب شهرية من الخزينة التركية , وكانت أبواب السلطان مفتوحة أمامهم . 

وقد تلطف الوزير السابق المحامي الأستاذ حسن المومني بإطلاعي على نسخة نادرة من كتاب عن حياة الشيخ السيد الجنيد مؤسِّس الطريقة الصوفية الشهيرة المعروفة باسم الطريقة الشاذلية الجنيدية ألفه الشيخ محمد سعيد الكردي شيخ زاوية الطريقة الشاذلية الجنيدية في إربد في الخمسينيات الذي كانت تربطه بالمومنية علاقة الخؤولة حيث كانت والدته من عشيرة المومنية في بلدة صخرة , ويذكر الشيخ الكردي في كتابه أن المومنية الذين يتوزَّعون على صخرة وعبيين وعبلين والطياره وعين جنا ينحدرون من نسل الشيخ علي الذي يتصل نسبه بالسيد الجنيد .

ويذكر الشيخ الكردي أنه أطلع على شجرة أحفاد السيد الجنيد المؤرَّخة في 10 جمادى الأولى من عام 1329 هجرية , وهي منقولة عن نسخة قديمة موجودة في حاضرة حمص المحمية ومؤرَّخة في سنة 380 هجرية , وتشير الشجرة إلى أن الشيخ محمد الجنيدي رحمه الله هو سيد الطائفة أبو القاسم الجنيد بن محمد الزجَّاج الذي كان والده يبيع القوارير الزجاجية , وأصله من نهاوند من أعمال البصرة , وقد أورد الشيخ الكردي في كتابه شهادات عدد من مشاهير العلماء بصحة الحجَّة ومحتواها .

ويذكر الشيخ الكردي أن كتاب » وفيات الأعيان « لابن خلكان , وكتاب » ترياق المحبين « لتقي الدين الواسطي أوردا نسب السيد الجنيد على النحو التالي : هو ابن موسى الشافعي ابن إبراهيم الرضا ابن علي المرتضى ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن زيد العابدين ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب , وأمه فاطمة الزهراء بنت سيد الأولين والآخرين محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم (عمر) بن عبد مناف (المغيرة) بن قصي (زيد) بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (عامر)  بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن المقدم بن ياخوري بن  فرح بن يعرب بن يشجب بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارخ بن ياخور بن شاروخ بن راغو بن فالغ بن عبير بن شالخ بن أرفخشذ بن سالم بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ( إدريس عليه السلام ) بن نرد بن مهلايل بن يانص بن شيت بن آدم عليه الصلاة والسلام .

ويذكر فردريك . ج . بيك في كتابه »تاريخ شرقي الأردن وقبائلها « أن لدى عشيرة المومنية حجَّة مؤرَّخة في 10 جمادى الأولى من سنة 1326 ههجرية (1991م ) منقولة عن نسخة قديمة يعود تاريخها إلى سنه 380هجرية  (990م ) تثبت أن جذور المومنية تعود إلى سبط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما  .

وينقل بيك عن أحد أجداد المومنية أن جدهم الشيخ علي السائح الجنيدي ارتحل من بغداد إلى بلدة عين جنَّا في منطقة عجلون وتشكَّلت من أعقابه عشيرة المومنية التي تتوزَّع على بلدات صخرة وعبيين وعبلين وعين جنَّا في منطقة عجلون .

ويُعزِّز كتاب » الكواكب الدرية في نسب المومنية « لمؤلفه الباحث محمد شحادة سعد المومني الرواية التي تردُّ المومنية إلى سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهم , فيذكر أن ولي الله السيد علي السايح هو ابن السيد قاسم الجنيدي ابن السيد الجنيد البغدادي ابن السيد محمد القواريري ابن السيد موسى الشافعي ابن السيد الإمام إبراهيم علي المرتضى ابن السيد الإمام موسى الكاظم ابن السيد الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن السيد الإمام علي زين العابدين ابن السيد الإمام الحسيب النسيب الحسين ابن السيد الإمام علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

ويذكر الباحث المومني أن الشيخ علي السايح سكن في بلدة عين جنة في أواسط فترة الحكم العثماني , ويذكر أنه أعقب ولدين هما حازم ويحيى , وعشيرة المومنية من ذرية السيد يحيى , والسيد يحيى أعقب ثلاثة من الولد الذكور هم محمد وصالح وحسين , والمومنية من ذرية حسين الذي أعقب أحمد أعقب قاسم أعقب علي أعقب أبو بكر أعقب شويحي أعقب محمد أعقب حسين أعقب شويحي أعقب ناصر أعقب هرموش أعقب عبد الرحمن أعقب أحمد أعقب قاسم أعقب محمد أعقب أحمد أعقب أصلان أعقب راشد أعقب عاصي أعقب عيسى أعقب موسى أعقب حسين أعقب علي أعقب عبد الفتاح وهذا الأخير أعقب أربعة خضر وعلي وحسين ومحمد , وذرية خضر وعلي ومحمد في جبرين نواحي حلب , والمومنية من أبناء حسين أعقب مصطفى أعقب محمد أعقب محمد سعيد أعقب سليمان أعقب عبد الرحمن أعقب محمد أعقب ظاهر , وهذا الأخير أعقب ثلاثة من الذكور هم خليفة وأحمد وعطيه , فذرية خليفة وعطيه في منطقة حلب وعشيرة المومنية من ذرية أحمد الذي سكن الأردن , السيد أحمد أعقب عبدالله ( دفين البقعة ) والسيد عبدالله أعقب السيد علي الملقب بالمومني حيث هو جدُّ المومنية في كل بقاع الأرض . 

والسيد علي المومني أعقب خمسة من الأبناء الذكور : داوود - معمر - عبد الرزاق وشحادة وخلف , ومن أعقاب هؤلاء تشكَّلت عشائر المومنية الخمسة.

ويذكر الباحث المومني أن شجرات نسب عائلات المومنية الخمسة كانت موجودة في أيدي أحفاد الشيخ علي , فشجرة داوود كانت في بيت محمد الأمين (الباشا) المومني , وبعد وفاة محمد الأمين انتقلت إلى بيت ولده توفيق واحترقت مع أثاث بيته كما أفاد علي الأمين , أما شجرة معمر فكانت عند أحمد مفلح القزق وبعد السؤال عنها قيل إنها فقدت , أما شجرة عبد الرزاق فكانت في بيت محمد عبدالله العلي (المختار) , ولما توفي انتقلت إلى بيت ولده فايز وقد أطلعت عليها بنفسي ( الكلام للباحث المومني ) يوم السبت 29/11/1997 ونقلت ما فيها من أسماء تخص عائلة عبد الرزاق , أما شجرة نسب عائلة شحادة فكانت في بيت جنيد القاسم وبعد وفاته انتقلت إلى  بيت ولده توفيق جنيد  القاسم , وقد اطلعت ( الكلام للباحث المومني ) عليها عام 1985  في بيت توفيق جنيد ونقلت ما فيها بخط اليد , وحصلت عليها ( الكلام للباحث المومني ) مصورة عام 1997 , أما شجرة نسب خلف فكانت في بيت محمد حسن عبد الحافظ , وقد ضاعت.

بنو هاشم " الهاشميون "

|0 التعليقات

بنو هاشم "الهاشميون"

بنو هاشم هم نسل هاشم ، وهاشم هو أبن عبد مناف (المغيرة) بن قصي بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر قريش بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدرة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان جد العرب العدنانية الذي ينتهي نسبه إلى نبي الله اسماعيل إبن أبي الأنبياء إبراهيم الذي ينتهي نسبه إلى نبي الله نوح عليهم الصلاة والسلام .

ويورد كتاب ( السيرة النبوية ) لابن هشام تفصيلات عن نسب بني هاشم فيذكر أن كعب بن لؤي رزق بثلاثة أولاد هم مرَّة بن كعب ، وعدي بن كعب ،  وهصيص بن كعب ، ورزق مرَّة بن كعب بثلاثة أولاد هم كلاب بن مرة ، وتيـِّم بن مرَّة ، ويقظة بن مرَّة ، ورزق كلاب بن مرَّة بولدين هما قصي بن كلاب واسمه المغيرة ، وزهرة بن كلاب ، ورزق قصي بن كلاب بأربعة أولاد هم عبد مناف بن قصي ، وعبد الدار بن قصي ، وعبد العـُـزَّى بن قصي ، وعبد قصي بن قصي ، ورزق عبد مناف (المغيرة) بن قصي  بثلاثة أولاد هم هاشم  بن عبد مناف (  جد بني هاشم  ) ، وعبد شمس بن مناف ،  والمُـطــَّـلب بن عبد مناف ، ورزق هاشم بن عبد مناف بأربعة اولاد هم عبد المُـطــَّـلب بن هاشم (جد النبي صلى الله عليه وسلم) ، وأسد بن هاشم ، وأبا صيفي بن هاشم ، ونضلة بن هاشم ، ورزق عبد المُـطــَّـلب  بن هاشم بعشرة أولاد هم العباس ، وحمزة ، وعبد الله (والد النبي صلى الله عليه وسلم ) ، وأبا طالب واسمه عبد مناف ، والزبير وهو أكبر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم ، والحارث ، وحَجْلا (حَجْل)  ، والمقوِّم ، وضرار ، وابا لهب واسمه عبد العُـزَّى ، ورزق عبد الله بن عبد المطلب بمحمد صلوات الله وسلامه عليه من زوجته آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب .

ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبـَّاغ في الجزء الرابع من القسم الثاني من كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن جدَّ بني هاشم بن عبد مناف مدفون في غزة بفلسطين ، ومنها جاءت تسميتها بغزَّة هاشم ، ولغزة عدة معاني منها القوي والكنوز والمخازن .

ويذكر كتاب ( موسوعة القبائل العربية ) لمؤلفه الباحث عبد عون الروضان أن الاسم الحقيقي لهاشم جد بني هاشم هو عمرو ، ولكنه عُـرف باسم هاشم لأنه هشم الثريد في أحد أعوام المسبغة التي أصابت العرب في الجزيرة لإغاثتهم وإطعامهم ، ويذكر أن رئاسة قريش انتهت إلى هاشم فكان إذا حضر الحجيج من العرب إلى مكة قام في قومه قريش فخطب فيهم قائلا : " يا معشر قريش إنكم جيران الله ، وأهل بيته ، وهم ضيوف الله ، وأحق الضيف بالكرامة ، فاجمعوا ما تصنعون لهم من طعام أيامهم هذه التي لا بد من الإقامة بها ، فوالله لو كان مالي يسع ذلك ما كلَفتكموه " ، وهاشم (عمرو) هو أول من استنَّ رحلتي الشتاء والصيف اللتين ورد ذكرُهما في القرآن الكريم ، وهو أول من أطعم الثريد بمكة المكرمة وفي ذلك قال الشاعر مطرود بن كعب الخزاعي ( في رواية أخرى أنه الشاعر إبن الزوبعي) :

عمرو الذي هشم الثريدَ لقومه          قوم بمكـــــة مسنتين عجــــــافِ
كانت إليه الرحلتــــان كلاهما           سَفـَـرُ الشتاء ورحلة المصطافِ

ويذكر المؤرِّخ الدبَّاغ في الجزء الأول من القسم الأول من كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن هاشم جد بني هاشم كان يمرُّ في رحلات تجارته إلى الشام بغزَّة وينزل فيها ويتاجر مع أهلها وتوفي في إحدى زياراته لغزَّة ودفن فيها ، وقبره موجود في الجامع المسمى باسمه في حي الدَُرج ، ويذكر الدبَّاغ أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل غزَّة ويتاجر مع أهلها في طريقه إلى الشام .

وتنمتي العائلة المالكة في الأردن إلى بني هاشم وقد أصرَّ مؤسِّـسُـها الأمير/ الملك عبد الله بن الحسين على إظهار اعتزازه بهذا النسب الكريم الشريف فأطلق على المملكة إسم المملكة الأردنية الهاشمية ، كما تنتمي العائلة المالكة في المغرب إلى النسب الشريف ، وتفاخر العديد من العشائر والعائلات العربية بانتسابها إلى بني هاشم ، ومن بينها عائلات مسيحية حيث ينقل المؤرِّخ مصطفى مراد الدباغ في الجزء العاشر من القسم الثاني من كتابه "بلادنا فلسطين" عن كتاب "المنفى" للشاعر العربي اللبناني رشيد نخله قوله إن أسرة نخلة التي ارتحلت من الحجاز إلى لبنان في القرن السابع الميلادي تعود بجذورها إلى بني هاشم.

ويذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن أشهر منجـِّـمي السامريين (السمرة) واسمه صرماطه الذي كان يقطن في قرية عسكر تنبَأ بأن زوال الإمبراطورية الرومانية ونهايتها ستكون على يد رجل من بني هاشم من سلالة نبي الله اسماعيل بن إبراهيم (صلوات الله وسلامه عليهما) ، وتنبَأ بأن هذا الرجل ستكون بين كتفيه شامة بيضاء تضرب إلى الصفرة ، وكان المقصود هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

ويتحدَّث  كتاب ( إتحاف الأعزَّة في تاريخ غزَّة ــ  المجلد الثالث ــ العائلات والأنساب ) لمؤلفه الشيخ عثمان مصطفى الطبَّـاع  في فصل " تراجم الأعيان الذين أنجبتهم مدينة غزة أو نزلوا بها ونسبوا إليها " عن هاشم بن عبد مناف جدِّ النبي صلى الله عليه وسلم فيذكر أن اسمه عمرو وإنما قيل له هاشم لأنه أول من هشم الثريد لقومه  بمكة  وأطعمه ، فعندما أصابتهم لزبة وقحط رحل من  مكة  إلى فلسطين  فاشترى منها الدقيق فقدم به إلى مكة ، فأمر به فخبز له ونحر جزورا، ثمَّ اتخذ لقومه مرقة ثريد بذلك الخبز ، ويذكر الطبـَّاع أن هاشم بن عبد مناف هو أول من سنَّ الرحلتين لقريش ، رحلة الشتاء والصيف ، وولي  هاشم  بعد أبيه  عبد مناف  السقاية والرفادة ، وأول من مات من ولد عبد مناف  ابنه  هاشم ، مات  بغزَّة  من أرض  الشام ، ثم مات  عبد شمس   بمكة  فقبر  بأجياد ، ثم مات  نوفل بسلمان  من طريق  العراق ، ثم مات  المطلب بردمان  من أرض  اليمن ، وكانت الرفادة والسقاية بعد  هاشم  إلى أخيه  المطلب  ، وبعده انتقلت إلى  عبد الطلب بن هاشم ، واسمه  شيبة الحمد  كما يذكرالطبري  ، وينقل الطبـَّاع عن كتاب ( شرح المواهب اللدنية بالمنح المحمدية  ) للعلامة أحمد بن محمد القسطلاني أن هاشمَ  كان أفخر قومه وأعلاهم ، وكانت مائدته منصوبة لا ترفع لا في السرَّاء ولا في الضرَّاء ، وكان يحمل ابن السبيل ، وينقل الطبـَّاع عن ابن هشام أن هاشمَ كان ذا شرف في قومه وفضل ، وكانت  قريش  تسميه " الفيض " لسماحته وفضله ، ويذكر ابن الأثير في كتابه ( الكامل في التاريخ ) أن هاشم مات بغزَّة " وله عشرون أو خمس وعشرون سنة ، وصارت غزَّة من ذلك الوقت تعرف  بغزَّة هاشم  لان قبره بها لكنه غير ظاهر ولا يعرف مكانه .

عشيرة الشرايرة

|0 التعليقات

نسب عشيرة آل الشرايري/ الشرايرة 

ينتمي أمير اللواء علي حسن( خلقي) باشا الشرايري إلى عشيرة الشرايري / الشرايرة التي هي إحدى عشائر خرزات إربد التي تقولُ رواية ٌ إنَّ جذورَهم تعود ُإلـى قبيلة عنزه ( إعنزه ) بالحجاز ، بينما تقولُ رواية أخرى إنَّ جذورَهم تعودُ إلى قبيلة بلي من قضاعة ، وتلتقي أكثرُ من روايةٍ على القول إن شقيقين من قبيلة بلي من قضاعة  وهما شرار ومحمد ارتحلا من شمال الحجاز إلى شرقي الأردن ونزلا في غور نمرين في الأغوار حيث كانت  الزعامة لقبيلة العدوان ، ثم ارتحلا بعد خلاف ٍ مع العدوان إلى قريتي الجزَّازة والمجدل في منطقة جرش ، ثم عادا إلى الغور ليستقرَّ محمدٌ هناك ولتتشكلَ من أعقابه عشيرة البلاونه التي يوحي إسمها بترجيح الرواية التي تقولُ إنَّ جذورَ عشيرة الشرايري وأبناء عمهم عشيرة البلاونه تعودُ إلى قبيلة بلي من قضاعة ، ويوردُ كتابُ ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري نفسَ  الروايتين عن جذور عشيرة الشرايرة في الأردن التي تقولُ إحداهما إنهم من قبيلة عنزه ( إعنزه )، وتقول الأخرى إنهم من قبيلة بلي من قضاعة ، ويذكرُ عمَّاري أن شقيقين هما شرار ومحمد ارتحلا من الحجاز إلى الغور في الأردن ، ثم ارتحلَ شرار إلى بيت يافا ثمَّ كفر سمك ثمَّ استقرَّ في إربد ، أما الشقيق الآخر محمد فقد استقرَّ في الغور الجنوبي حيث تشكـَّـلت من أعقابه عشيرة البلاونة ، ويوردُ كتابُ ( عشائر شمالي الأردن ) لمؤلفه النائب الدكتور محمود محسن فالح مهيدات نفسَ الروايتين حول نسب عشيرة الشرايرة ( الشرايري ) وحول ارتحال الشقيقين شرار ومحمد من الحجاز إلى الأردن حيث تشكـَّـلت من أعقاب شرار عشيرة الشرايرة ( الشرايري ) في إربد ، وتشكـَّـلت من أعقاب محمد عشيرة البلاونة في الغور الجنوبي ، ويذكرُ المهيدات أنَّ البلاونة الذين يلتقون مع الشرايري / الشرايرة في الانتساب لقبيلة بلي من قبيلة قضاعة لم يطل مكوثهم بعد قدومهم من الحجاز في غور نمرين التي كانت زعامتها للعدوان ، فارتحلوا إلى قريتي المجدل والجزَّازة بجوار جرش ، ثم ارتحلوا إلى الغور ( الجنوبي ) وانتقلوا من حياة البداوة إلى حياة الزراعة حيث أخذوا في استثمار الأراضي وزراعتها ، ويوردُ كتابُ (  موسوعة القبائل العربية ) لمؤلفه الباحث عبد عون الروضان نفسَ الرواية التي أوردها كتابُ ( عشائر شمالي الأردن ) ، ويعزِّزُ الرواية التي تنسب البلاونة إلى قبيلة بلي من قضاعة ، وهذا النسب ينطبق على عشيرة الشرايري / الشرايرة حيث أنَّ الجَدَّين المؤسِّسين للشرايرة والبلاونة هما الشقيقان شرار ومحمد كما تواترت الروايات .

أما قبيلة بلي التي ينحدر منها الشرايرة والبلاونة فهي قبيلة عربية يمانية انحدرت من أعقاب بلي بن الحاف بن قضاعة ، وموطنها على حدود الشام بالقرب من تيماء في الحجاز ، ويُعزِّزُ كتابُ ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) لمؤلفه الضابط البريطاني فردريك . ج . بيك الرواية التي تذكر أنَّ جَدَّي الشرايرة ( الشرايري ) والبلاونة هما شقيقان ( شرار ومحمد ) ارتحلا من الحجاز إلى شرقي الأردن واستقرَّ شرارُ جَدُّ الشرايري في إربد بعد تنقله بين بيت يافا وكفر السمك ، أما جَدُّ البلاونة محمد فاستقرَّ في الغور .

وتذكرُ الرواياتُ أن َّ أمَّ الصحابي الجليل عمرو بن العاص كانت من قبيلة بلي ، ولعلَّ ما يُعزِّزُ انتساب الشرايرة وأبناء عمومتهم البلاونة إلى بلي ما ذكره المؤرِّخُ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزءِ الأوَّل من القسم الثاني من كتابه ( بلادنا فلسطين ) من أنه عندما عيَّن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  الصحابيَ الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه واليا على ولاية فلسطين وما والاها بعد أن فتحها الله على المسلمين كان يوجدُ فيها بعضُ أهل الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه الذين ينحدرون من قبيلة بلي التي تنتسب إليها أمُّ الصحابي الجليل عمرو بن العاص ، ويذكرُ الدبَّاغ أن عربَ الفقرا في بئر السبع هم بطنٌ من عشيرة البلاونة التي تنحدرُ من قبيلة بلي ، كما يشير إلى أن عرب البلاونة في أم خالد في منطقة بئر السبع ينحدرون من بلي ، ويذكرُ الدبَّاغ أنَّ الصحابيَ الجليل عمرو بن العاص كان له قصرٌ في بئر السبع يعرف بالعجلان كان ينزله كلما أحب أن يختليَ بنفسه ، وربما كان اختياره رضي الله عنه بئر السبع مكانا لبناء قصره بسبب وجود أقرباء أمِّه من البلاونة فيها ، ويُعزِّزُ الدباغ في الجزءِ الثالثِ من القسم الثاني من " بلادنا فلسطين " الرواية َ التي تؤكد أنَّ عشيرة الشرايرة ( الشرايري )  في إربد يلتقون في قرابة أبناء العمومة مع عشيرة البلاونة في الغور  ، ويذكر الباحث عبد الحكيم الوائلي في الجزء الثالث من كتابه (  موسوعة قبائل العرب ) أن عشيرة الشرايرة (الشرايري) هي عشيرة بناحية بني جهمة بمنطقة عجلون ويتوزَّعون في إربد والغور والمناطق الشرقية من فلسطين ، ويلتقون مع عشيرة البلاونة في علاقة قرابة تعود إلى قبيلة بلي من قضاعة من العرب القحطانية ، ويذكر أن جدَّ الشرايري واسمه شرار ارتحل مع شقيقه جد البلاونة  واسمه محمد من الحجاز ونزلا في الغور بشمال الأردن ، ثم ارتحل شرار إلى قرية بيت يافا ، ثم خرج أعقابه الشرايري / الشرايرة إلى كفر السمك ، ثم انتقلوا إلى إربد واستقرُّوا فيها ، أما محمد فقد بقي في الغور وتشكـَّـلت من أعقابه عشيرة البلاونة . 

ويذكر كتاب " الصفوة – جوهرة الأنساب – الأردن " لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينه أن عشيرة الشرايرة (الشرايري ) من عشائر شمال الأردن ويقطنون في منطقة إربد التي قدموا إليها من الجزيرة العربية مع أبناء عمومتهم البلاونة الذين يقطنون في الأغوار الشمالية ، وقد نزل شرار جدُّ الشرايري في بيت يافا ثم استقرَّ في اربد ، واستقر محمد جدُّ البلاونة في الأغوار الشمالية ، ويـُـعزِّز البطاينه الرواية التي تردُّ الشرايرة و البلاونة إلى قبيلة بلي القضاعية من حِـمْـيـَـر من القبائل القحطانية ، ويذكر البطاينه أن عشيرة البلاونة من عشائر الأغوار الشمالية ، وكانت قد قدمت من الجزيرة العربية ونزلت في غور نمرين ، ثم ارتحلت إلى قرية الجزَّازة / جرش ، ثم ارتحلت إلى الأغوار الشمالية واستقرُّوا فيها ، وامتهنوا الزراعة ، وسُمـِّـيت المنطقة باسمهم " غور البلاونة " ، ويتفرَّعون إلى الفروع التالية : الحناطلة ، المخادلة ، ولهم أقارب في دمنة يقال لهم الفقراء ، ويتفرَّعون إلى السلامات والقبلان والفلاح ، ويذكر البطاينه أن للبلاونة أقارب في بئر السبع بفلسطين يحملون نفس الاسم البلاونة ، ولهم أقارب في إربد هم الشرايرة / الشرايري  . 

ويورد الباحث عبد الحكيم الوائلي في الجزء الأول من كتابه (  موسوعة قبائل العرب ) إسمي عشيرتين تحملان اسم البلاونة وهما : 
  1. البلاونة : من عشائر الأردن المقيمة بمنطقة عجلون تنقسم إلى ثلاث فرق هي الحناطلة و المخادلة والعلاونة  ، وهم بدو استقرُّوا في أحد الأغوار فسُـمـِّـي باسمهم وهو غور البلاونة المجاور لغور أبي عبيدة  ، والبلاونة من قبيلة بلي الشهيرة من قضاعة ، من القحطانية ، كانوا في شمالي الحجاز قبل أن يخرجوا من هناك إلى غور نمرين حيث أقاموا مجاورين للعدوان ثم َّ ارتحلوا إلى قريتي المجل ( هكذا وردت والأرجح المجدل ) والجزَّارة بجوار جرش ، وعندما عجزوا عن دفع ضرائبهما ، هاجروا إلى الغور حيث تعلموا الزراعة واستملكوا بعض الأراضي هناك وشرعوا باستثمارها .
  2. البلاونة : فرع من عشيرة البلاونة المقيمة بمنطقة عجلون في الأردن ويعدُّ هذا الفرع من بدو الكرك ومنازله بدمنة ، وينقسم إلى ثلاثة فرق هي السلامات والقبلان والفلاح .   


عشيرة التميمي

|0 التعليقات

نسبُ آل التميمي

يورد كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري رواية تقول إن التميمية ( آل التميمي ) ينحدرون من ذرِّية الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري رضي الله عنه ، وإن جدَّهم الشيخ عبد الفتاح بن درويش التميمي جاء قاضياً لنابلس (لم تذكر الرواية من أين جاء)، وإنه استوطن نابلس مع أعقابه ، وإن بعضهم ارتحل إلى الخليل وسكنوا في محلة المدارسة وبعضهم سكن حلحول ، واسم تميم الكامل هو تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة بن ذرَّاع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نـُماره بن لخم بن عدي ، وكنيته أبو رقيَّة الداري .

ويشير كتاب ( بلادنا فلسطين ) لمؤلفه المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّاغ في القسم الأول من الجزء الأول من الكتاب إلى أن عشيرة التميمية التي يسميها الكتاب (التميميون) هم من نسل الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري رضي الله عنه وأنهم من أحفاد اللخميين ( قبيلة لخم القطحانية ) ، وفي القسم الثاني من الجزء الخامس من كتابه الموسوعي ( بلادنا فلسطين ) يذكر المؤرِّخ مصطفى مراد الدبَّـاغ أن المنطقة التي أقطعها النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل تميم بن أوس الداري وذريته تشمل حبرى أو حبرون (الخليل) وبيت إبراهيم، وبيت عينون والمرطوم (رامه الخليل) .

ويذكر الباحث عبد الحكيم الوائلي في الجزء الأول من كتابه ( موسوعة قبائل العرب ) أن آل التميمي عشيرة تقيم في الخليل  وفي الرمثا ، ولكنه لم يتطرَّق إلى نسبها .

ويورد كتاب ( معجم العشائر الفلسطينية ) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب أسما 7 عشائر وعائلات فلسطينية تحمل إسم آل التميمي تتوزَّع على الخليل والنبي صالح وحيفا وبيت حنينا  والقدس ودير نظام ونابلس ، ويذكر شرَّاب أن آل التميمي في الخليل ونابلس والقدس ينحدرون من نسل الصحابي الجليل تميم بن أوس الدَّاري ، ويورد شرَّاب الرواية التي تقول إن الصحابي الجليل لم يعقب أولادا ذكورا ، وأن نسبة آل التميمي في الخليل ونابلس والقدس جاءت عن طريق ابنته رقيَّـة ،  وهي رواية ينفيها آل التميمي كما أوردت في سياق هذه الحلقة .

ويتحدَّث كتاب ( الصفوة ـ جوهرة الأنساب ـ الأردن ) لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة عن عشيرة آل التميمي في بلدة هام في شمال الأردن ، ويذكر أنهم قدموا إلى هام من الخليل وأنهم من نسل الصحابي الجليل تميم بن أوس الدَّاري رضي الله عنه ، ويذكر أنهم يرتبطون بصلة القرابة مع آل التميمي في الخليل ونابلس ومع آل المجالي والبيايضة في الكرك  ومع آل أبو فرحة في الجلمة بفلسطين ، وفي عام 1876م ( العهد العثماني ) تمَّ اختيار عبد القادر محمد العثمان التميمي الداري مختارا لعشيرة التميمي الداري في قرية هام وكان المختارالطرف الرسمي والمحلي وحلقة الوصل بين السكان المحليين ووالدولة ، ويذكر البطاينة أن فرعا من آل التميمي يسكن في الرمثا يقال لهم النواصرة ، ويذكر فريدريك . ج . 

بيك في كتابه ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) أن النواصرة في الرمثا قدموا من بلدة دير إستيا من أعمال نابلس ، ويذكر كناب ( عشائر شمالي الأردن ) لمؤلفه النائب السابق الدكتور محمود محسن فالح مهيدات أن النواصرة والعثامنة في الرمثا يعودون بجذورهم إلى عشيرة آل التميمي التي تنتسب إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الدَّاري ، ويذكر أن الجدَّ المؤسِّـس لهم هو محمد عثمان الذي ارتحل من دير إستيا ( دير إستيه ) في منطقة نابلس إلى عكا ثمَّ إلى جنين ، وأثناء وجوده في جنين تعرَّف عليه جماعة من بلدة حوَّارة في شمال الأردن ، وعندما عرفوا أنه يجيد قراءة القرآن الكريم طلبوا منه القدوم إلى حوَّارة ليكون إماما لمسجدها ومدرِّسا لأبنائهم مقابل " مُـدَّين من القمح " عن كل طالب في السنة فوافق على طلبهم ، وبعد قدومه إلى حوَّارة قدَّموا له قطعتين من الأرض ، وبعد فترة حصل على قطعة أرض في الرمثا مقابل أن يكون خطيبا لمسجدها ومدرسا لأطفال الرمثا ، وكان معه زوجته وابنتيه ، وبعد وفاة زوجته تزوَّج بامرأة من بلدة ملكا ( لم يذكر الكتاب إسم عشيرتها ) أنجبت له ناصر الذي تشكـَّـلت من أعقابه عشيرة النواصرة ، وعثمان الذي  تشكـَّـلت من أعقابه عشيرة العثامنة . 

ويذكر الباحث محمد أمين التميمي في بحث نشره الموقع الإلكتروني لملتقى قبائل العرب أنه في عام 878هـ /1473م في عهد السلطان الملك الاشرف قايتباي وقع نزاع بين التميميين الداريين والأكراد الذين كانوا قد قدموا مع بطل حطين ومحرر القدس البطل صلاح الدين الايوبي نتج عنها مقتل 18 شخصا من الفريقين فتدخل السلطان قايتباي في فض النزاع فسجن البعض وأجلى البعض عن الخليل ، ولكن الباحث لم يشر إلى أي العشائر ينتمي الذين تمَّ إجلاؤهم ، هل كانوا من التميميين الداريين أم من الأكراد أم من الفريقين .؟ ، كما يذكر أنه عندما حيث نـُـهب ركب الحج الشامي بالقرب من الكرك في عام 900 هـ  / 1494 م  استعان السلطان بناصر الدين النشاشيبي ناظر الحرمين ( الحرم القسي ، والحرم الإبراهيمي ) وبالتميميين الداريين في الخليل والكرك ( المجالي ) لانقاذ الحجيج ومساعدته ، ويذكر الباحث التميمي أنه في بداية العهد المملوكي درج تقليد جديد يتمثل في ربط القبائل والعشائر ومنذ ذلك الوقت أصبحت ذرِّية الصحابي الجليل تميم بن اوس الداري رضي الله عنه تـُعرف باسم بالتميميين الداريين ( آل التميمي ) ، ويورد الباحث أسماء بعض الأعلام من التميميين الداريينن في العهد المملوكي ومنهم:  الإمام مجد الدين عبد العزيز حسين حسن التميمي الداري دفن في دمشق عام1281 م ، والقاضي عبد الرحمن بن الصاحب الوزير التميمي الداري ( توفي في صفر عام 1309م ) ، والصاحب الوزير فخرالدين عمر بن الإمام مجد الدين عبد العزيز التميمي الداري ( توفي عام1311م ) ، والقاضي عثمان بن الصاحب الوزير التميمي الداري( توفي عام 1333م ودفن في الخليل ) ، والشيخ ناصر الدين أبي عبدالله محمد حسن التميمي الداري من آل الصاحب ( توفي عام 1344م ) وكان قيـِّـما على وقف تميم الداري ، والشيخ برهان الدين إبراهيم محمد عثمان عمر علي عبدالله التميمي الداري ( توفي عام 1347م ) ، والشيخ شهاب الدين احمد محمد عثمان عمر علي عبدالله التميمي الداري ( توفي في يوم خميس مستهل صفر عام 805هـ / 1402م ) ، والشيخ محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن محمد حسين يحى التميمي الداري ( توفي في 18 محرم 807 هـ / 1404م ) ، والشيخ المحدِّث كمال الدين محمد بن محمد التميمي الداري ( توفي في القاهره عام 1418م) ، والقاضي القضاه شهاب الدين ابو العباس احمد تقي الدين محمد عبدالله نور الدين أبو الحسن علي التميمي الداري، والشيخ الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ المحدِّث كمال الدين محمد التميمي الداري ( توفي عام 1426م ) ، والعدل زين الدين الخضر جمعه خليل التميمي الداري النقوعي ( توفي عام 1455 م ودفن بمقبرة ماملا  " الرحمة " في القدس الشريف ) ، وقاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس أحمد علي إسحق التميمي الداري الذي يُعرف أعقابه بأبناء المحتسب ( توفي يوم الاثنين 20 رمضان عام  862 هـ / 1457م ) ، والقاضي زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن علي إسحق التميمي الداري ( توفي في الخليل عام 1471م ) ، والقاضي شمس الدين أبو عبدالله محمد أحمد علي إسحق التميمي الداري ( توفي في الخليل عام 1486م ) .

ويورد الباحث التميمي أسماء بعض الأعلام من  التميميين الداريين في العهد العثماني ومنهم : القاضي علاء الدين ابو الحسن علي عمر عبد الرحمن التميمي الداري  ) توفي عام 1538م في الخليل  ) ، والقاضي بدر الدين محمود عمر عبد الرحمن التميمي الداري ( توفي في دمشق عام 1539م ) ، والقاضي برهان الدين إبراهيم أحمد علي إسحق التميمي الداري ( توفي عام 1594م ) ، وقاضي القضاه تقي الدين عبدالقادر علي محمود التميمي الداري ( توفي في القاهرة 1601م) وكان قد زار السلطان مراد خان الثالث عام 993هـ /1585م وأهداه نسخة من كتابه ( الطبقات السنيَّـة في تراجم الحنفيَّـة  ) ووضع في أول الكتاب كتاب الإنطاءالنبوي الشريف المنسوخ عن النسخة الأصلية بخط وشهادة الخليفة العباسي المستنجد بالله والتي لاتزال في استانبول ضمن محفوظات متاحف التراث العثماني ، والشيخ عبد المعطي محمد عبد الغني الخطيب التميمي الداري ( دفن بمقبرة ماملا " باب الرحمة " في القدس الشريف عام 1154هـ / 1741م ، والشيخ أحمد أبو الفا التميمي الداري وهو جدُّ آل الخطيب التميمي الداري في الخليل ( توفي سنة 1689م  ) ، ويذكر من أعلام التميميين الداريين في عهد أحمد باشا الجزار 1773- 1804م الشيخ أحمد عبد الغني عبد الرحمن أحمد الخطيب التميمي المتوفي بعد سنة 1788م ، والشيخ خليل عبد الرحمن الخطيب التميمي الداري ( توفي عام 1899م ) ، وخطاط المسجد النبوي عبدالله زهدي أفندي عبدالقادر التميمي الداري وهو من آل التميمي في نابلس ( دفن بالقرب من ضريح الإمام الشافعي في القاهرة عام 1296هـ/1878م ) .

ويذكر الباحث محمد أمين التميمي أنه في عهد أحمد باشا الجزَّار أعلن محمد آغا سلطان التميمي الداري الثورة في كامل جبل نابلس وعرفت الثورة بـ ثورة إبن سلطان فتدخل والي دمشق وأهل الخير وأبرم الصلح في عام 1144هـ 1731م بين آل سلطان التميمي الداري وآل النمر في جبل نابلس وفي عام 1737م اشترك القاضي محمد عبد الفتاح التميمي الداري وشقيقه المفتي الشيخ مصطفى في عقد مصالحة بين آل سلطان التميمي وآل طوقان أجلي على أثرها آل سلطان من نابلس الى الخليل والكرك عند أقاربهم .  

وعندما دخلت الجيوش المصرية بقيادة إبراهيم باشا إبن حاكم مصر محمد علي باشا عام 1831م إلى فلسطين كان من أوائل المناصرين لإبراهيم باشا الشيخ أحمد محمد تميم صالح أحمد الخطيب التميمي الداري الذي التقى به إبرهيم باشا وقدمه لوالده وأصبح فيما بعد مفتيا للحنفية بالديار المصريه اضافة لعمله بالتدريس في الأزهر الشريف. 

ويذكر الباحث التميمي أنه عندما اندلعت في عام 1328هـ / 1910م ثورة الكرك الإحتجاجية بقيادة الشيخ قدر المجالي ضد مظالم حكومة حزب الإتحاد والترقـِّـي التي كان معظم قادتها من يهود الدونمة ومن الماسونيين والتي كانت قد تسلطت على مقادير الأمور في الدولة قام "محمد أمين" راغب مصطفى موسى محمد التميمي الداري الذي كان يشغل منصب قائم مقام قضاء معان التابع للواء الكرك بمساعدة قريبه الشيخ قدر المجالي على الاختفاء عن السلطات العثمانية بعد أن حكموا عليه بالإعدام ، وعندما شكَّ الإتحاديون الأتراك بالأمر تمَّ نقله في عام  1914م عند بداية الحرب العالمية الأولى قائمقاما لسنجق حوران ( عجلون واربد )1914م فوثق صلته باقربائه التميميين الداريين في قرية هام . 

وتشير دراسة توثيقية أعدَّها الباحث الدكتور الشاعر عز الدين المناصرة أن عائلة تميم الداري هي بالأصل عائلة نصرانية كانت تقيم في قرية حبرون ( الخليل ) في العصر الروماني ، وتنتمي لقبيلة لخم التي كانت متواجدة في جنوب فلسطين وخاصة في حبرون ( الخليل ) وبيت لحم وكفر البريك وبيت عينون وبيت جبرين وغيرها ، ويشير الدكتور عز الدين المناصرة في دراسته التوثيقية إلى أن الصحابي الجليل تميم الداري أنجب بنتاً أسماها رقيَّـة فناداه الناس بأبي رقيَّة ، وتزوَّجت رقيَّـة من منصور الداري ابن عمها نـُعيم الداري وتشكـَّـلت من ذرية منصور الداري عشيرة المناصرة وتشكـَّـلت من ذرية شقيقه طارق بن نـُعيم الداري عشيرة الطرايره ، ويُـرجِّح الدكتور عز الدين المناصرة الرواية التي تقول إن الصحابي الجليل تميم الداري لم ينجب سوى ابنته رقيَّة ، وإن عائلة التميمي هم نسلها بالإنتساب والنسب ، وإنهم امتزجوا مع سلالة أبي هند بربر (الداري) وكونوا عائلة التميمي المنتشرة في الوطن العربي ، بينما أنجب شقيقه نـُعيم طارق ومنصور حيث كون منصور عائلة المناصرة وكون طارق عائلة الطرايره في بلدة بني نعيم الخليلية .
يذكر المؤرِّخ البعلبكي تقي الدين المقريزي (1364-1443م) في كتابه ( ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري ) أن وفداً من عائلة الداري الخليلية ذهبوا إلى الحجاز وأعلنوا إسلامهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ عادوا إلى فلسطين في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

ويذكر الطبراني في ( المعجم الكبير) وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) أن وفد عائلة الداري الذي أسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألف من ستة أشخاص هم تميم ونـُعيم وأبو هند بربر الداري والطيب بن عبد الله ويزيد بن قيس وفاكه بن النعمان ، وقد أكرمهم الرسول صلى الله عليه وسلم فاستجاب لطلبهم فأنطاهم ( أوقف عليهم وعلى ذرياتهم ) حبرون ( الخليل ) وما جاورها (بيت عينون والمردوم) ، وبعد عودة وفد العائلة الدَّارية إلى فلسطين استقرَّ تميم في بيت جبرين وتوفي ودفن فيها ، واستقرَّ نـُعيم في كفر البريك ( بني نعيم حالياً ) ودفن في خربة بني دار في كفر البريك ، واستقرَّ أبو هند في بلدة بربرا في منطقة غزة .

ويشير كتاب ( بلادنا فلسطين ) في القسم الثاني من الجزء الثالث إلى أن عشيرة الخلايله المقيمة في بلدة المغيَّر في شمال الأردن ينحدرون من سلالة الصحابي الجليل تميم الداري رضي الله عنه ، كما يذكر فردريك . ج .  بيك في كتابه ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) أن جدَّهم هو محمد بن إبراهيم الداري الذي كان قد قدم مع جيش إبراهيم باشا من مصر، وبعد تركه للخدمة العسكرية سكن في المزار في شمال الأردن ثم انتقل مع أقربائه ليستقرَّ في بلدة المغيِّر في شمال الأردن ، ويشير فردريك بيك إلى وجود حُجـَّـة رسمية مسجَّـلة في محكمة القدس في 10 رجب 1340هـ تؤكد انتسابهم لسلالة الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري رضي الله عنه.

وتلتقي بعض الروايات على القول إنَّ عشيرةَ آل التميمي في فلسطين تلتقي مع عشيرةِ آل المجالي ( المجالية ) الكركية في الإنتساب للصحابي الجليل تميم بن أوس الدَّاري اللخمي ( قبيلة لخم ) رضي الله عنه ، ويُعزِّزُ هذه الروايات تشكيلُ رابطةٍ لعشائر آل التميمي برئاسة المهندس عبد الهادي المجالي ، واختيرالدكتور الشيخ نادر اسعد بيُّوض التميمي نائبا له ، وهناك رواية تنفي هذه الصلة ، وسأتحدَّث بالتفصيل عن هذه الروايات في سياق الحديث عن مشاركة عشيرة آل المجالي التي بدأت بالوزير عبد الوهَّاب عطا الله المجالي الذي شغل المنصبَ الوزاري لأوَّل مرةٍ كوزير للاقتصاد في أوَّل حكومةٍ شكـَّــلها  الرئيس وصفي التل في 28/1/1962م  ثمَّ تكرَّرت مشاركته في أكثر من حكومة ، وهناك رواية أخرى تقول بوجود صلة قرابة بين آل التميمي وآل المجالي مع عشيرة المعايطة وعشيرة البيايضة وقد أورد هذه الرواية الدكتور نادر أسعد بيُّوض التميمي في رسالة بعث بها إلي ذكر فيها أن  الفقهاء يقولون : " إنَّ النسبَ يَثبتُ بالشهرةِ " وإنَّ الذي اشتهر عندنا نحنُ آلَ التميمي أن آلَ المجالي والمعايطة والبيايضة يلتقون في جَدٍ واحدٍ من ذريَّة الصحابي الجليلِ تميم بن أوسٍ الدَّاري اللخمي ، وإلى جانب هذه الروايات فإن  روايةً أخرى زوَّدني بها مشكوراً في رسالةٍ الباحث راشد بن حمدان الأحيوي المقيم في العقبة تنفي التقاء آل التميمي مع آل المجالي والمعايطة في الانتسابِ للصحابي تميم بن أوس الداري الذي تعود جذورُه إلى قبيلة لخم ، وتقولُ الروايةُ إنَّ عشيرةَ آل المجالي وعشيرة المعايطه تعود جذورُهم إلى قبيلة عدنان النجدية  ( نجد ) ، وإنَّ جدَّهم ليس الصحابي الجليل تميم بن أوس الدَّاري ، ولكنه تميمُ بن مُر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان الذي سُمِّيت باسمهِ قبيلة عدنان النجدية ،  وتقولُ الرواية إنَّ جدَّ عشيرة المجالية هو رميزان التميمي ( نسبة إلى بني تميم بن مُر من قبيلة عدنان النجدية ) ، وكان يسكنُ في الحويزة في نجدٍ ، وإنَّ بعضَ أحفاده ارتحلوا إلى الخليل وقاموا بخدمةِ مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، كما أشرفوا على وقفِ الصحابي الجليل تميم الدَّاري اللخمي ( نسبة إلى قبيلة لخم بنجدٍ ) ، واستمرُّوا في ذلك لمدَّةِ قرنين ثُمَّ ارتحلوا إلى الكرك ، وربما استندت بعضُ الرواياتِ إلى واقعةِ إشراف آل المجالي هذه على وقفِ الصحابي الجليل تميم بن أوسٍ الدَّاري رضي الله عنه فنسبتهم إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الدَّاري اللخمي بينما ينتسبون إلى بني تميم بن مُرٍ من قبيلة عدنان كما تقول الرواية. 

وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من العشائر المنتشرة في بلاد الشام والعراق ومصر والجزيرة العربية تحمل نفس الإسم ( التميمي ) ولكنها تنتسب إلى تميم بن مر بن أد بن طانجة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان جد العرب العدنانية ، ويذكر الباحث عبد الحكيم الوائلي في الجزء الأول من كتابه ( موسوعة قبائل العرب ) أن قبيلة بني تميم كانت تقيم في بلاد نجد حتى البصرة وفي اليمامة حتى البحرين ، ثمَّ انتشرت حتى العذيب في أرض الكوفة ، ثمَّ تفرَّقت في الحواضر والبلاد ، وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى  رواية تنسب عشيرة المعايطة في منطقة الكرك إلى قبيلة بني تميم بن مر بن أدَّ بن طانجة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان  النجدية ، ويدلل أصحاب هذه الرواية على صحة نسب المعايطة إلى بني تميم في نجد بنخوتهم التي اشتهروا بها وهي " حكام صبحا "، وصبحا جبل في وسط وادي سدير في نجد التي ارتحل منها جدُّ المعايطه إلى الخليل ثم ارتحلوا إلى منطقة الكرك ، ويُعزَّز هذه الرواية ما نسبه الباحث محمد الخوالده في مقالة نشرها في صحيفة الرأي (27/2/1999م) لرئيس بلدية بتـِّـير في منطقة الكرك السيد عبد الوهاب المعايطة الذي ذكر أن المعايطة قدموا إلى بتـِّـير قبل حوالي مئتي عام من الخليل التي قدموا إليها من ادي سدير في نجد ، كما يُـعزِّز هذه الرواية  في رسالة بعثها إلي النائب السابق السيد عبد الجليل المعايطه يُعزِّز فيها الرواية التي تردُّ العشيرة إلى قبيلة تميم النجدية .

وينقل كتاب ( بلادنا فلسطين ) في الصفحة 323 من القسم الثاني من الجزء الخامس من الكتاب النصَّ الحرفي لنسخة كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقطاع الصحابي تميم الداري وذرِّيته مدينة الخليل وبعض قراها على النحو التالي : " بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أنطى محمدٌ رسول الله لتميم الداري وإخوته حبرون والمرطون وبيت عينون وبيت إبراهيم وما فيهن ، نطيَّةَ بت ٍ بذمتهم ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم ، فمن آذاهم آذاه الله ، فمن آذاهم لعنه لله " ، وكتب الرسالة علي رضي الله عنه وشهد عليها عمر وعثمان وعتيق بن أبي قحافة رضي الله عنهم . 

وإكمالاً للفائدة ، ولمزيد من التوثيق أنقل نص كتاب الإنطاء الشريف كما ورد في عدة مراجع بروايات متقاربة وجميعها تلتقي في المضمون :

رواية الطبراني في  ( المعجم الكبير ) ، ورواية ابن عساكر في  ( تاريخ دمشق ) :

" بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أنطاه محمدٌ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتميم وأخيه نـُعيم الداري ، حبرون ( الخليل ) والمردون (المرطوم) وبيت عينون بيت إبراهيم ، وما فيهن ، نطيَّـة بَتٍ، نفذت وسلمت لهم ولأعقابهم إلى أبد الأبد ، فمن آذاهم آذاه الله " ، شهد أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان  ( رضي الله عنهم ) ، وكتب وشهد علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) .

رواية ابن سعد في ( الطبقات الكبرى ) :

" قالوا : وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنـُعيم بن أوس أخي تميم الداري أن له حَبرى ( الخليل ) وعينون بالشام ( بلاد الشام ) ، قريتها كلها ، سهلها وجبلها ، وماءها وحرثها وأنباطها وبقرها ، ولعقبه من بعده ، لا يُحاقــُّـه فيها أحد ، ولا يلجه عليهم بظلم ، ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئاً فإن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " ، كتبه علي ابن أبي طالب ( رضي الله عنه ).

رواية الواقدي في (فتح الشام) :

" ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم قطيعة غير حَبرى بيت عانون ،  أقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم تميماً ونـُعيماً إبني أوس الداري " .

رواية محمد بن الربيع في ( من دخل مصر من الصحابة ) : 

شهد تميم الداري فتح مصر ، ولأهل مصر عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد ، أتى تميم بكتاب الإنطاء إلى أبي بكر فأمضى له القريتين ، فلما كان عمر قال له : هما قريتان في الشام ( بلاد الشام ) ، ليس لك أن تستخدم أهلها ولا تبيع ولكن خرجهما لك ، فلم يزل على ذلك ، فلما كان عبد الملك بن مروان أراد أن يتـعرَّض لهم ، فأتوه بكتابهم ، فتركهما ، ثمَّ كان سليمان بن عبد الملك فأراد التعرَّض لهما فأتوه بكتابهم فخلى عنهم .

رواية الوثيقة الخليلية :

أشار الدكتور عز الدين المناصرة في دراسته إلى وثيقة تحمل عنوان ( الوثيقة الخليلية  " وهي وثيقة منسوخة في 1/ محرم الحرام/1384 هـ  ــ  19/ أيار/ 1964م عن النسخة التي كان قد نسخها في 21شعبان/1270هـ الحاج محمد بن الحاج داوود بن محمد مكـِّـي بن الحاج عبد الرحيم بن محمد بن حميدان بن أحمد بن الحاج عطوان بن سعيد التميمي الداري ، وهذه النسخة بدورها نـُسخت عن نسخة الخليفة العباسي المستنجد بالله التي تحمل تاريخ 1160هـ  وهي منسوخة عن أصل الكتاب النبوي الشريف الذي أعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم لتميم الداري وأخيه نعيم وعمهما أبا هند الداري (وفي رواية : ولصحبهما من وفد آل الداري الذي وفد إليه لإعلان إسلامهم ، وقد كتب الصحابي الجليل علي بن أبي طالب الكتاب الشريف في 7/رجب/9 هـ - 7/تموز/631م  ، وتنقل الوثيقة الخليلية بنسخها الثلاثة نصَّ كتاب الإنطاء النبوي الشريف على النحو التالي :

" بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أنطى محمد رسول الله لصاحبه تميم بن أوس الداري وأخيه نـُعيم وعمِّهما أبا هند الداري ، لقد أنطيتهم عينون والمرطوم (المردوم) وقلايَّة وبيت حّبرى وحبرون وبيت إبراهيم بجميع أركاحها (الركح : ركن الجبل) وما فيهم لأبد الأبد ، ومن آذاهم فيه آذاه الله ،  ومن آذى ذرِّياتهم بظلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فهذا حق لهم  ولذرِّياتهم من بعدهم لا يُحاقــُّـهم فيه أحد أبداً "  ، شهد عليه أبو بكر عتيق ابن أبي قحافة  وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفـَّـان ومعاوية ابن أبي سفيان وعبَّـاس بن عبد المطلب وخزيمة بن قيس وخادم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)  شرحبيل ، وكتبه وشهد عليه علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم أجمعين) .

وحدَّدت ( الوثيقة الخليلية ) ورثة آل الداري بثلاث عائلات هي التميمية ( آل التميمي ) والمناصرة ، والطرايره بفروعهم المتعددة ، وأوردت الوثيقة فروع عائلة التميمي وعددها (29) وهي عائلات : مجاهد ، أبو رميله ، أبو خالد ، بيوض ، عبد الباسط ، إشتي ، بهية ، شبانه ، سلطان ، عوده الحليسي ، أبو رجب ، أبو رجب ربعي ، الأعرج ، البيومي ، الزرو بن دار ، الصاحب ، الخطيب ، العالول ، التكروري ، سلهب ، جلال الدين ، الداري ، الداعور، القاعور ، الحلواني ، الكيَّال ، الدرشاع ، الصرصور ، حنـُّـون ، ولكن الوثيقة لم تورد أسماء فروع عائلتي المناصرة والطرايره في بلدة بني نعيم كما يلاحظ أن الوثيقة لم تذكر إسم آل المجالي الذين تتواتر معظم الروايات على إلتقائهم في نفس الجذور مع آل التميمي ، ولعل سبب ذلك أن المجالية كانوا يحملون إسم التميمية قبل أن يُعرفوا باسم المجالية .

وذكر الباحث محمد أمين التميمي  أن الخليفة العباسي المستنجد بالله اخذ نسخة الانطاء الأصلية وزيَّـن بها مكتبة الخلافة العباسية وكتب نسخة بديلة طبق الاصل بخط يده وبشهادته  قدَّم لها على النحو التالي : الحمد لله ، هذة نسخة كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لتميم الداري واخوته في سنة تسع من الهجره بعد منصرفه من غزوة تبوك في قطعة أدم من خف أمير المؤمنين علي وبخطه نسختـُه كهيأته رضي الله عنه وعن جميع الصحابه .

وتذكر محطوطة ( ضوء الساري لمعرفة خبر تميم الداري والكوكب الساري في نسب ذرية تميم الداري ) التي يحتفظ آل التميمي في نابلس بها أن بعض الولاة اعترض على آل تميم وأرادوا انتزاع اقطاعاتهم منهم ، فاحتجَّ الدَّاريون بالكتاب الموجود عندهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان الإمام الغزالي رحمه الله في ذلك الوقت في بيت المقدس ولمَّا علم بالأمر أفتى بتكفير من أفتى للوالي بنزع إقطاعات التميميين فتراجع الوالي بقي ما كان بأيديهم على حاله .

وإلى جانب الروايات التي تحدَّثت عن انتساب آل التميمي وآل المجالي للصحابي الجليل تميم بن أوس الدَّاري ، فإن روايات أخرى تنفي هذا النسب بحجة أن الصحابي الجليل لم يعقب ذكورا ، وقد فنـَّـد الدكتور نادر أسعد بيُّوض التميمي هذه الرواية ، ويقولُ الدكتور نادر في الردِّ على هذه الرواية : 

أولا : إنَّ تميم الدَّاري خلف ذرِّية من الذكور كان من أشهرهم كثيرُ بن تميم الدَّاري ، فقد جاء في كتاب  ( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ) للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ  ( المجلد الثاني / جـ 3/ ص275 نشر دار الكتاب العربي بيروت / لبنان / ط ثالثة سنة 1400هـ / 1980م )  ما يلي : " حدَّثنا سفيانُ عن عمر بن سعيد بن أبي حسين ، قال: أخبرني كثيرٌ بن تميم الدَّاري قال : كنتُ جالسا مع سعيد بن جُبير فطلع عليه ابنه عبد الله بن سعيد وكان به من الفقه فقال : إني لأعلم خيرَ حالاته فقال : وما هو ؟ قال أن يموتَ فاحتسبه " ، فهل اخترع صاحبُ حلية الأولياء اسمَ ولدٍ لتميم الدَّاري من عنده .؟ 

ثانياً  : ذكر الحافظ بن حجر أنَّ لتميم الدَّاري خلفة من الذكور وذلك في كتابه (  الخبر الجليل في خبر الخليل ) ، وهو كتابٌ مخطوط موجود في مصر. 

ثالثاً : التواتر العلمي وهو أقوى أنواع الإثبات في النقل ويتجلى في اعتراف الدول لإسلامية منذ الفتح الإسلامي حتى الآن على أنَّ أرضَ الخليل وقفٌ على ذُرِّية تميمٍ الدَّاري وإخوته ، فلو لم يكون لتميم ذرية فكيف يعطونهم الأرض المقدَّسةَ .؟ ، ولم ينكر هذا الإعطاء لهذه الذريَّة إلا الإنجليز عندما احتلوا فلسطين ، ولقد رُفعت عليهم قضية بهذا الشأن في محكمة العدل العليا ، فحكمت المحكمة بأنَّ هذه الأرض وقفٌ على ذرِّية تميم الدَّاري .

رابعاً : إنَّ ذريَّةَ تميمٍ الدَّاري تسكنُ حارة عمرها من قبل الإسلام حيث كان يسكنها تميمٌ وإخوته وهي ملاصقةٌ للحرم الإبراهيمي وقد سكنتها ذرِّيتهم من بعدهم ، و ذكرها كلُّ المؤرِّخين الذين تحدَّثوا عن الخليل  وتسمَّى حارة ( بني دار ) نسبة إلى تميم الدَّاري الذي ينتسب إلى فخذ بني دار من لخم ، وقد تحدَّث المؤرَّخون والرَّحالة الذين زاروا الخليل عبر العصور عن الحارة وأهلها من ذرِّية تميم الدَّاري وعن الضيافة التي كانوا يقومون بها لكلِ من يحضر من الأغنياء والفقراء ، وفي ذلك يقول الرحَّـالة المقدسي  : " وفي هذه القرية ( يقصد الخليل ) ضيافة دائمة وطبـَّاخٌ وخُدامٌ مرتبون  يُقدِّمون العدس بالزيت لكل من حضر من الفقراء " ،  ويشهد الإمام الغزالي بهذا الكرم في عصره ، فيقولُ في كتابه ( إحياء علوم الدين ) : " أنَّ الضيافةَ في مشهد خليل الرحمن دامت إلى أيامه ولم تنقطع أبدا سواء في الليل أو النهار ولم يخلُ المكانُ ليلة من ضيفٍ  " ،  وكان الأمراءُ والسلاطين والأغنياءُ والصالحون يُوقفون أموالا ومؤونة وأراض مزروعة على وقف تميم الدَّاري طمعا في الثواب مما يدلُّ على شرف هذا الوقف والثقة بأصحابه .

خامساً : إنَّ الطعنَ في ذرِّية تميم الدَّاري معناه الطعن في عشرات الآلاف من ذرِّيةِ تميم التي تسكن الآن في العالم العربي والإسلامي والعالم  ، والذين يسكن قسمٌ كبيرٌ منهم في الأردن وفلسطين منذ مئات السنين . 

سادساً : إنَّ أوَّلَ من ادَّعى أنَّ تميماً لم يخلف هو الحافظ الفسوي وذلك لتوهُّمه بكنيةِ تميم ، حيث  كان يُكنىَّ بأبي هند رغم أنه كان له ذكورٌ  ، أمَّا لماذا كانوا يُـكنون باسم البنات فهو تيمنا بالسيدة العذراء مريم التي تعتبر من سيدات نساء العالمين ، وقد كان تميمٌ راهبُ عصره قبل أن يُسلمَ ،  وكان ابنُ حجر أخذ بروايةِ الحافظِ الفسوي ولكنه عندما ثبتَ له أنَّ تميماً خلف ذكوراً ألفَ كتاباً عنوانه ( الخبرُ الجليلُ في خبر الخليل ) ردَّ فيه على الفسوي وأثبت ذريَّة تميم من الذكور ، والكتابُ مخطوط ٌ وموجودٌ في مصر كما يذكر الدكتور نادر التميمي . 

ويورد الموقع الإلكتروني لملتقى القبائل العربية أسماء ابناء الصحابي الجليل تميم بن اوس الداري وهم :   1 ) رُقيـَّة بنت تميم بن أوس الداري ، 2 )  كثير بن تميم بن أوس الداري ، 3 )  يزيد بن تميم بن أوس الداري ، 4 ) أيوب بن تميم بن اوس الداري ، ويذكر الموقع أن كثير بن تميم بن أوس الدار يرُزق بولد أسماه عبدالله ، وأن يزيد بن تميم بن اوس الداري رُزق بولد أسماه  عطاء ، وأن عبدالله بن كثير بن تميم بن أوس الداريرُزق بولد أسماه سعيد . 

صورة من معان في الاربعينيات امام فندق بترا

|0 التعليقات

صورة لمدينة معان قديما في الاربعينيات من أمام فندق بترا

إبراهيم الخطيب .. شاعر القلوب وصوت البسطاء

|0 التعليقات
الشاعر أبراهيم الخطيب
ينتمي الشاعر والطبيب إبراهيم الخطيب، إلى الشعراء المقربين من الناس على اختلاف مستوياتهم، نابت من الجرح العميق، حيث فلسطين ألم يتكاثر في فضاء الروح، جرح يتعتق مع الأيام ويزاد نزفه كلما مر زمن جديد، فقد حمل الخطيب في هاجسه وقلبه وجع فقدان الوطن الأول. فضرب في الأرض باحثاً عن طريق العودة وإن طال، وإن حالت دونه جحافل الجيوش البربرية، ومؤامرات العالم الغربي وتواطؤ العالم الشرقي، لكنه رغم ما حمل من ذكريات حزينة، وقلب مجرح بالهجرات، بقي محباً للحياة والفرح، جاعلاً من شعره قبساً يجتمع حوله الخلان والعشاق والقراء، فهو من واجه الألم بالفرح، والوجع بالشعر، والواقع الصعب بالإصرار والعمل الدءوب، فحقق بالعلم ما كان يصبو إليه، ووصل بالشعر إلى آفاق الحلم.

ولد الشاعر والطبيب إبراهيم الخطيب في الزمن الصعب، حيث كانت فلسطين في مرمى النار وما زالت، ففي عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، كان العرب في فلسطين يواجهون عصابات الصهاينة ومن خلفهم الإنجليز بالثورة المسلحة، مقدمين قوافل الشهداء الذين لم ينقطع مددهم منذ تلك الفترة، فقد ولد في قرية « قومية « الفلسطينية عام 1938، ولعله كان يحمل من اسم قريته الشيء الكثير، فقد كان قومي الفكر والتوجه، وبقي مهتماً وحاملاً للقضايا العربية الكبرى، حيث أدرك مع كثير من القوميين العرب، أن السبيل الوحيد في خلاص العرب وازدهارهم في الوحدة العربية الكاملة، لذا تفاعل مع ما جرى على الساحة العربية من الخليج العربي وحتى شواطئ المحيط الأطلسي.

عاني إبراهيم في طفولته وشبابه الباكر من صعوبة الحياة، فقد خلفت النكبة الفلسطينية ونكستها، آثارها العميقة في نفسه ومفاصل حياته، ونتج عنه أن اضطر مع عائلته لمغادرة قريته « قومية « وما ترب على هذا الواقع الجديد من شقاء ومصاعب، لكنه مع ذلك لم يغادر صفوف الدراسة، وواصل مسيرة تلقيه العلم والمعرفة، إلى أن تمكن من نيل الثانوية العامة بتفوق، لكنه مع ذلك لم يتمكن من إكمال دراسته الجامعية مباشرة، نظراً للظروف الحياتية الصعبة، فاتجه إلى العمل، مواجهاً مكابدات سوق العمل بعمر مبكر، فانتقل إلى السعودية، حيث عين مدرساً في مدارسها، وكانت هذه عبارة عن رحيل جديد ومعاناة أخرى، لكنه حولها إلى طريق نجاح طويل، فقد بقي حلمه في الدراسة الجامعية الهدف الذي كرس له عمله خلال هذه الفترة، فعمله في مداس السعودية إلى مدة سبع سنوات، ساعده في تحقيق هذا الحلم.

بعد عمله مدرساً في السعودية لسبع سنوات، التحق إبراهيم الخطيب بجامعة دمشق في سوريا، حيث انتقل للإقامة في دمشق، التي تعد حاضرة عربية زاهرة، وعامرة بالنشاط الثقافي والفكري، وقد التحق بكلية الطب في جامعة دمشق، وخلال دراسته برزت موهبته الشعرية بشكل أكثر نضجاً ووضوحاً، وقد تعرف على عدد كبير من الشعراء والكتاب العرب في دمشق، وبدأ بالنشر في الصحف والمجلات العربية، كما تشبع بالروح القومية السائدة، وانعكست في شعره وتوجهاته، حتى أنه نال عضوية اتحاد الكتاب العرب، وتمكن من إنهاء دراسته حاصلاً على بكالوريوس الطب عام 1973، ليتغير بعد ذلك مسار حياته العملية، كما هي قصائده التي أخذت نكهة الحياة بكل تحولاتها.

عاد إبراهيم الخطيب إلى مدينة اربد، حيث بادر بافتتاح عيادته، وليواصل متابعاته العلمية، حيث نال البورد الأمريكي في أمراض النساء عام 1981، وقد عرف طبيباً بارعاً في اربد، كما لمع اسمه كشاعر بمذاق خاص في المحافل العربية والمحلية، وتميز بتواضعه وحبه للناس والحياة، وعشقه للفن الأصيل، وقد عبر عن ذلك من خلال إتقانه العزف على آلة العود، فجمع بين الشعر والموسيقى والطب، وعرف بقدرته على بناء الصداقات القوية، وكان رغم انشغالاته كطبيب، فاعلاً في الحياة الثقافية، حاضراً في الأمسيات والندوات، ومشاركاً في المهرجانات المحلية والعربية، مما جعل له مكانة يشار إليها في المشهد الشعري الأردني، فاستمر طوال حياته يمارس الطب ويكتب الشعر، ويهتم بالنشاطات الاجتماعية والنقابية، فقد تميز بجلده وحبه للعمل والشعر والفن.

كان الشاعر إبراهيم الخطيب ينشر قصائده في المجلات والصحف المحلية والعربية منها مجلة « فلسطين الثورة « والمجلات السورية، كما أصدر عدداً من الدواوين الشعرية، وحظيت تجربته الشعرية باهتمام النقاد والإعلاميين، حيث كتبت دراسات عديدة عن شعره، وقد كانت له مشاركة واسعة في مهرجان جرش، وفي مهرجان المربد في العراق، حيث كان يقرأ في الافتتاح، وتحولت عيادته مع الأيام إلى ملتقى أدبي كلما سنحت الفرصة لذلك، وكان فاعلاً أيضاً في رابطة الكتاب الأردنيين في فرع اربد وفي المقر الرئيسي في عمان، وقد خاض انتخابات رابطة الكتاب، وأصبح عضواً في هيئتها الإدارية، فأصبح أميناً للشؤون الخارجية في الربطة خلال فترة عضويته الهيئة الإدارية.

لم يقتصر نشاط الشاعر إبراهيم الخطيب على رابطة الكتاب، فقد نشط في اتحاد الكتاب العرب في دمشق، وجمعية الأطباء الشعراء، وفي نقابة الأطباء، وهي مؤسسات وهيئات أنتسب إليها، فكان لا يكتفي بالعضوية فقط، بل يبادر بالعمل وتنظيم الأنشطة، ومن أنشطته أيضاً أنه عمل في الكتابة الدرامية للإذاعة الأردنية، فكتب عدداً من البرامج الدرامية، كما نال جائزة أفضل نص مغنى في مهرجان الأغنية العربية عام 2002م، فكثير من قصائده ذات نفس غنائي الكبير، تصلح لتلحن وتغنى، ومؤهلة لتصبح أغنية ناجحة ويحبها الجمهور العربي، فهو يكتب قصيدة التفعيلة وكذلك ينسج على بحور الشعر، ويبتعد في شعره عن اللغة المقعرة والألفاظ الغريبة، مركزاً على أنسابية الإيقاع، وروعة التركيب والصور الشعرية المبتكرة.

أصدر الشاعر والطبيب إبراهيم الخطيب خلال مسيرته الشعرية مجموعة من الدواوين الشعرية منها: غن لي غدي 1984، قناديل للنهار المطفأ 1985، عز الدين القسام 1986، حظيرة الرياح 1986، ألوذ بالحجر 1988، دم حنظلة 1989، وجهاً لوجه 1992، ذيقار الأخرى 1992، سنابل الأرجوان 1993، أرى تقلب حرفك في النساء 1996، عرضة للحياة 1996، وأرى القوافي قد أينعت 2002.

تعرض إبراهيم الخطيب لجلطة دماغية مباغتة، أدخلته في غيبوبة لفترة، ورغم استفاقته منها، إلا أنها تركت آثارها الغائرة في جسده الرقيق، وبقي حبيس البيت يكابد مرارة صوته المحبوس، وحركته المقيدة سنوات، فكان أن خلف ذلك في أصدقائه ومحبيه ألماً كبيراً، فقد ذبل قبل الأوان، وما لبث أن غادر هذه الحياة التي أحبها، وزرع فيها قصائده الخالدة، وأثثها بأنغام عوده الرنان. توفي الشاعر والطبيب إبراهيم الخطيب في الخامس من شباط عام 2011، عن عمر ناهز الثلاثة والسبعين عاماً، لكنه ترك من الإبداع الشعري الجميل ما يبقى يذكر به، وزرع في قلوب كل من عرفه من الحب والوفاء، ما يجعله حاضراً في الذاكرة، لا تغيبه السنين ولا يهزمه الغياب.