فضل الدلقموني |
أن الحديث عن فضل
الدلقموني هو حديث عن شخصية وطنية وسياسية تعرف بمواقفها وثوابتها الوطنية
والاجتماعية والسياسية فهي شخصية مرموقة ومدرسة تربوية في السلوك الاجتماعي
والتربوي والأخلاقي ، وقد شهد له بذلك كل من عرفه عن قرب وعمل معه في حقل
التربية والتعليم وفي العمل السياسي والوزاري وفي العمل النيابي.
ولد المرحوم فضل الدلقموني في اربد سنة م1910 ونشأ وتربى فيها وكان يذهب ويقيم دائماً عند أخواله في بلدة كفرجايز حيث يرتبط بعلاقة مميزة بخاله الشيخ علي المسلم العناقرة أحد وجهاء منطقة كفرجايز ودرس في مدارس إربد إلى أن أنهى التوجيهي وتدرج بعد ذلك في الوظائف التربوية ودرس في كثير من المناطق المملكة منها مدرسة كفرسوم الأولية ، ومدرسة حرثا ، ومدرسة سما الروسان ، ومدرسة جرش ، ومدرسة سوف ، ومدرسة عمان ، ومدرسة الكرك.
أما عن مواقف فضل الدلقموني الوطنية والقومية تحدث المؤرخ الاردني الدكتور علي محافظة قائلاً: بدا الوعي السياسي ينمو من المدرسة فقد أخذ معلمي يبثون في نفوس طلبتهم الوعي السياسي ، وهذا ليس غريباً على هؤلاء الطلبة أن يتظاهروا ويتأثروا بأحداث المنطقة وبشكل عام هذه حقيقة قالها لي سليمان النابلسي - رحمة الله - إن الأردنيون بشكل عام لم يثوروا في يوم من الأيام ولم يتظاهروا ولم يتمردوا ولم يعملوا أي نوع من الاحتجاج على مشاكل خاصة بهم مثل: مستوى المعيشة ، والمجاعات التي كانت تحصل وغيرها ، وإنما كانوا يتظاهرون فقط لقضايا أمتهم ويحتجون ويعترضون على قضايا أمتهم ، قضية فلسطين ، قضية سوريا ، قضية لبنان ، قضية العراق هذا الذي كان يثير اهتمام الشباب الأردني ولذلك ليس غريباً على "فضل" وأقرانه أن يكون لديهم مثل هذا الحماس الوطني والحماس القومي لقضايا ، أمتهم في تلك الفترة ، وهذا بالطبع انعكس طبعاً على التلاميذ اللذين درسهم "فضل الدلقموني".
وأضاف نضال الدلقموني عن وطنية والده قائلاً: ذكر لي وزير التربية السابق أحمد العقايلة ومن طلاب المرحوم انه أيضاً عندما كان مديرا لمدرسة الكرك بحادثة مشابهه حدث نوع من مظاهرات ، فلما وصل المرحوم فضل الدلقموني للمدرسة وجد الطلاب ، والمعلمين جميعهم في المدرسة ، فسأل أن القيامة قايمة في الخارج والناس خارجون في مظاهرات ولماذا انتم جالسون هنا قالوا: نحن خائفون منك ، ذكر أحمد العقايلة أنه قاد المظاهرات قائلاً لهم: تحركوا وقاد المظاهرات بنفسه ضد الاستعمار.
وقد تدرج فضل الدلقموني في العديد من المناصب ، فقد انتقل عام 1994 إلى ملاك وزارة المالية ، وعين في دائرة الإحصاءات العامة ، ثم نقل إلى ديوان المحاسبة ، ثم نقل عام 1951 إلى ملاك وزارة الإنشاء والتعمير بوظيفة مستشار ، ثم عين مساعداً لوكيل الوزير وشغل خلال الفترة 1958 - 1961 وظيفة المدير العام للجوازات. وفي عام 1961 نقل إلى وزارة المواصلات وعُين وكيلاً للوزارة.
وفي عام 1963 عين محافظاً للقدس بقرار من دولة الشهيد وصفي التل ، ثم عُين وزيراً لأول مرة في حكومة وصفي التل الثالثة عام 1965 وتسلم وزارة المواصلات ، وفاز عن قضاء إربد في الإنتخابات النيابية لعام 1967 ، وعُين وزيراً للمرة الثانية عام 1969 في حكومة عبد المنعم الرفاعي.
وفي عام 1972 عُين فضل الدلقموني عضواً في اللجنة ، التنفيذية للإتحاد الوطني وعُين أيضاً في مجلس الأعيان من عام 1974 حتى وفاته عام 1979م. ويقول نضال الدلقموني أن جُلَّ عمله كان في الإنشاء والتعمير حيث كان مفتشا على شؤون اللاجئين ، فكان دائماً يطوف مدن وقرى الضفة الغربية ليتأكد بأن أمور اللاجئين تسير بشكل جيد ، وطبعاً في تلك الفترة كانت الأمم المتحدة لها دور أيضاً ، فكانت وزارة الإنشاء والتعمير هي المعنية بمراقبة ومتابعة شؤون اللاجئين والتأكد من أمورهم ، أنها تسير بشكل جيد.
أما المؤرخ الكبير علي محافظة أنا أقول أن تولي فضل الدلقموني مثل هذه المناصب الكثيرة والعديد والتنوع الكبير تنوع ليس في اتجاه واحد ، يدل على قدراته الإدارية ، ودائرة الجوازات كانت بشكل عام في الأردن من الدوائر التي تحتاج إلى مدير ذو قدرة على الإدارة فجاءوا برجل إداري كفوء وهو "فضل الدلقموني" ليدير هذا الجهاز الحساس حتى يقدم الخدمات للناس بالسرعة الممكنه وهذا مهم حيث كانت جوازات السفر تنتهي بنفس اليوم في تلك الفترة.
ويصف الدكتور علي محافظة فضل الدلقموني قائلاً: فضل الدلقموني شخصية عصامية بالمعنى الحقيقي ، رجل بسيط في حياته ، صريح مباشر ، فقد كان عندما تعرض عليه قضية ، يقول لك بصراحة تكلم يا أخي ماذا تريد ، لا يحب المداورة ولا النفاق ، معروف عنه هذا الأمر ، هو أيضاً كان عدواً للمنافقين وكان يستمتع أيضاً بلقاء الشباب أنا كنت أزوره كثيراً مع مجموعة من الشباب الأردني ونزوره في البيت ونتحدث في قضايا السياسية وقضايا الوطن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع ، حيث كان يتحدث معنا بصدق وبصراحة وينصحنا بنصائح تتسم بالشجاعة كشاب يجب القيام بكذا وكذا... ، يعني هذه العقلية المنفتحة كانت مهمة جداً في الحقيقة بالنسبة له وبخبرته الطويلة التي اكتسبها من خلال عمله المتنوع المتعدد الذي أثرى خبرته وجعله فعلاً قادراً على أن يقوم بالمهام التي يقوم بها وهو في سن متقدم.
هكذا كان "فضل الدلقموني" صادق الانتماء والولاء ، وطنياً غيوراً وسياسياً ذا وجهً واحد من الرعيل الأول ، حافظ على أصالته ووضوح لونه السياسي تغمد الله الفقيد الكبير الأستاذ "فضل الدلقموني" بواسع رحمته ورضوانه واسكنه فسيح جنانه.
ولد المرحوم فضل الدلقموني في اربد سنة م1910 ونشأ وتربى فيها وكان يذهب ويقيم دائماً عند أخواله في بلدة كفرجايز حيث يرتبط بعلاقة مميزة بخاله الشيخ علي المسلم العناقرة أحد وجهاء منطقة كفرجايز ودرس في مدارس إربد إلى أن أنهى التوجيهي وتدرج بعد ذلك في الوظائف التربوية ودرس في كثير من المناطق المملكة منها مدرسة كفرسوم الأولية ، ومدرسة حرثا ، ومدرسة سما الروسان ، ومدرسة جرش ، ومدرسة سوف ، ومدرسة عمان ، ومدرسة الكرك.
أما عن مواقف فضل الدلقموني الوطنية والقومية تحدث المؤرخ الاردني الدكتور علي محافظة قائلاً: بدا الوعي السياسي ينمو من المدرسة فقد أخذ معلمي يبثون في نفوس طلبتهم الوعي السياسي ، وهذا ليس غريباً على هؤلاء الطلبة أن يتظاهروا ويتأثروا بأحداث المنطقة وبشكل عام هذه حقيقة قالها لي سليمان النابلسي - رحمة الله - إن الأردنيون بشكل عام لم يثوروا في يوم من الأيام ولم يتظاهروا ولم يتمردوا ولم يعملوا أي نوع من الاحتجاج على مشاكل خاصة بهم مثل: مستوى المعيشة ، والمجاعات التي كانت تحصل وغيرها ، وإنما كانوا يتظاهرون فقط لقضايا أمتهم ويحتجون ويعترضون على قضايا أمتهم ، قضية فلسطين ، قضية سوريا ، قضية لبنان ، قضية العراق هذا الذي كان يثير اهتمام الشباب الأردني ولذلك ليس غريباً على "فضل" وأقرانه أن يكون لديهم مثل هذا الحماس الوطني والحماس القومي لقضايا ، أمتهم في تلك الفترة ، وهذا بالطبع انعكس طبعاً على التلاميذ اللذين درسهم "فضل الدلقموني".
وأضاف نضال الدلقموني عن وطنية والده قائلاً: ذكر لي وزير التربية السابق أحمد العقايلة ومن طلاب المرحوم انه أيضاً عندما كان مديرا لمدرسة الكرك بحادثة مشابهه حدث نوع من مظاهرات ، فلما وصل المرحوم فضل الدلقموني للمدرسة وجد الطلاب ، والمعلمين جميعهم في المدرسة ، فسأل أن القيامة قايمة في الخارج والناس خارجون في مظاهرات ولماذا انتم جالسون هنا قالوا: نحن خائفون منك ، ذكر أحمد العقايلة أنه قاد المظاهرات قائلاً لهم: تحركوا وقاد المظاهرات بنفسه ضد الاستعمار.
وقد تدرج فضل الدلقموني في العديد من المناصب ، فقد انتقل عام 1994 إلى ملاك وزارة المالية ، وعين في دائرة الإحصاءات العامة ، ثم نقل إلى ديوان المحاسبة ، ثم نقل عام 1951 إلى ملاك وزارة الإنشاء والتعمير بوظيفة مستشار ، ثم عين مساعداً لوكيل الوزير وشغل خلال الفترة 1958 - 1961 وظيفة المدير العام للجوازات. وفي عام 1961 نقل إلى وزارة المواصلات وعُين وكيلاً للوزارة.
وفي عام 1963 عين محافظاً للقدس بقرار من دولة الشهيد وصفي التل ، ثم عُين وزيراً لأول مرة في حكومة وصفي التل الثالثة عام 1965 وتسلم وزارة المواصلات ، وفاز عن قضاء إربد في الإنتخابات النيابية لعام 1967 ، وعُين وزيراً للمرة الثانية عام 1969 في حكومة عبد المنعم الرفاعي.
وفي عام 1972 عُين فضل الدلقموني عضواً في اللجنة ، التنفيذية للإتحاد الوطني وعُين أيضاً في مجلس الأعيان من عام 1974 حتى وفاته عام 1979م. ويقول نضال الدلقموني أن جُلَّ عمله كان في الإنشاء والتعمير حيث كان مفتشا على شؤون اللاجئين ، فكان دائماً يطوف مدن وقرى الضفة الغربية ليتأكد بأن أمور اللاجئين تسير بشكل جيد ، وطبعاً في تلك الفترة كانت الأمم المتحدة لها دور أيضاً ، فكانت وزارة الإنشاء والتعمير هي المعنية بمراقبة ومتابعة شؤون اللاجئين والتأكد من أمورهم ، أنها تسير بشكل جيد.
أما المؤرخ الكبير علي محافظة أنا أقول أن تولي فضل الدلقموني مثل هذه المناصب الكثيرة والعديد والتنوع الكبير تنوع ليس في اتجاه واحد ، يدل على قدراته الإدارية ، ودائرة الجوازات كانت بشكل عام في الأردن من الدوائر التي تحتاج إلى مدير ذو قدرة على الإدارة فجاءوا برجل إداري كفوء وهو "فضل الدلقموني" ليدير هذا الجهاز الحساس حتى يقدم الخدمات للناس بالسرعة الممكنه وهذا مهم حيث كانت جوازات السفر تنتهي بنفس اليوم في تلك الفترة.
ويصف الدكتور علي محافظة فضل الدلقموني قائلاً: فضل الدلقموني شخصية عصامية بالمعنى الحقيقي ، رجل بسيط في حياته ، صريح مباشر ، فقد كان عندما تعرض عليه قضية ، يقول لك بصراحة تكلم يا أخي ماذا تريد ، لا يحب المداورة ولا النفاق ، معروف عنه هذا الأمر ، هو أيضاً كان عدواً للمنافقين وكان يستمتع أيضاً بلقاء الشباب أنا كنت أزوره كثيراً مع مجموعة من الشباب الأردني ونزوره في البيت ونتحدث في قضايا السياسية وقضايا الوطن والسياسة الخارجية وغيرها من المواضيع ، حيث كان يتحدث معنا بصدق وبصراحة وينصحنا بنصائح تتسم بالشجاعة كشاب يجب القيام بكذا وكذا... ، يعني هذه العقلية المنفتحة كانت مهمة جداً في الحقيقة بالنسبة له وبخبرته الطويلة التي اكتسبها من خلال عمله المتنوع المتعدد الذي أثرى خبرته وجعله فعلاً قادراً على أن يقوم بالمهام التي يقوم بها وهو في سن متقدم.
هكذا كان "فضل الدلقموني" صادق الانتماء والولاء ، وطنياً غيوراً وسياسياً ذا وجهً واحد من الرعيل الأول ، حافظ على أصالته ووضوح لونه السياسي تغمد الله الفقيد الكبير الأستاذ "فضل الدلقموني" بواسع رحمته ورضوانه واسكنه فسيح جنانه.
مشاركة الموضوع مع الأصدقاء :
Add This To Del.icio.us
Tweet/ReTweet This
Share on Facebook
StumbleUpon This
Add to Technorati
Digg This
|