‏إظهار الرسائل ذات التسميات 1943. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات 1943. إظهار كافة الرسائل

سليمان عويس ... شاعر الوطن

|0 التعليقات


رغم مرور عدد من السنوات، على وفاة شاعر الأردن الكبير سليمان عويس، فإن صدى أشعاره، ورنة مواويله تتردد في الذاكرة الشعبية، وما زال ذكره الطيب حاضراً بين النخب الثقافية والسياسية، فقد تمكن خلال حياته الحافلة بالعطاء والإبداع الشعري والأدبي، أن يحتل مساحة كبيرة ومرموقة بين شعراء وأدباء الأمة العربية، فهو ابن الأردن البار، المسكون بالقضايا القومية الكبرى، والحامل لهموم الناس البسطاء، والمعبر الأمين عن المعاناة اليومية للمواطن العادي، والمشغول حتى الأرق والتعب بما تتعرض له الأمة العربية من مؤامرات واعتداءات، فكان أردنياً نبيلاً متواضعاً، وعربياً أصيلاً رهن عمره وشعره للدفاع عن وطنه الصغير ووطنه الكبير، الممتد من المحيط إلى الخليج، ولعل مرد ذلك لتنشئته القومية، التي صبغت الأردنيين في مختلف المراحل، بالإضافة إلى انفتاحه على ما يجرى على ساحة الوطن العربي، وتواصله الأدبي والروحي مع بقاع البلاد العربية كافة، ترك بصماته الواضحة في نتاجه الإبداعي، وفي أفكاره ومواقفه الواضحة، التي لم يحابي فيها أحداً.

كان الشاعر سليمان عويس، على موعد مع الطبيعة البكر، والفضاء المتسع والنقي، فقد ولد بين جبال أجمل بلدات الأردن، وأكثرها سحراً وإلهاماً، حيث ولد في بلدة دبين في محافظة جرش العريقة، وكانت ولادته عام 1943م، وتفتحت عيناه منذ اللحظة الأولى على غابت الصنوبر وأشجار السرو وبساتين الزيتون، فكان خياله كعصفور يقفز من غصن إلى آخر، عندما كان عمره يتقدم عاماً بعد عام، فكانت الأرض الأردنية، وسكان القرى الطيبون، هم ملهمه الأول، وأول من ألقى في فؤاده كلمات الشعر، فكانت خطواته الصغيرة، وهو يلهو بين أشجار الغابات، ودروب البساتين، هي خربشاته البكر، وهو يذهب إلى مدرسته يومياً، وقد نشأ كفلاح حقيقي، تعلم مخاطبة ذرات التراب، وفسلات الزيتون، وشتلات البندورة اليانعة، فهو ابن الأرض المخلص، جمع في أعماقه ملامح أهله، وحمل همومهم وأوجاعهم، وكانت هذه مرتكزات حياته، التي لم يتخل عن أي منها في أي مرحلة من المراحل.

لقد تنازعت سليمان عويس منذ شبابه، الرغبة في الدراسة العلمية، والميول والموهبة الأدبية، فعمل على الموازنة بين هاتين الحالتين، فدرس المواد العلمية، وترك لقلمه الغوص في بحور الشعر، والتحليق في عوالم الخيال ولإبداع، وقد أنهى دراسته الثانوية بتفوق، ودفاتره مليئة ببدايات الكتابة التي تنوعت بين المقطوعات الشعرية، والخواطر النثرية والقصص القصيرة، لقد راودته أحلام كبيرة، وكان مقبلاً على الحياة، متوثباً لدخول المستقبل، واكتشاف مجاهل الأيام القادمة، وكان من حبي العلم، الباحثين عن تحصيله أينما كان، وفي سبيل هذه الغاية، سافر إلى جمهورية مصر العربية، في حدود عام 1964، وقد بادر في الالتحاق بجامعة القاهرة، التي تعد من أعرق الجامعات في البلاد العربية، وكانت مصر في تلك الفترة، تشهد حراكاً ثقافياً سياسياً وعسكرياً لافتاً، وقد أتاحت له القاهرة فرصة غنية، للتواصل مع عدد كبير من الكتاب والشعراء العرب، وفي جامعة القاهرة التحق بكلية التجارة، وتخصص بالمحاسبة والتأمين، وكانت الجامعة ميداناً للحراك السياسي القومي، الداعي للوحدة العربية، ومواجهة الخطر الصهيوني، والعمل على تحرير فلسطين، واستقلال الدول العربية، التي كانت حينها تحت الاستعمار الغربي، وقد تشبع سليمان عويس بالروح القومية التي بلغت أوجها في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وقد شهد خلال وجوده في مصر حرب حزيران عام 1967، وقد قام بواجبه اتجاه أمته وقضيتها الجوهرية، حيث أسهم في المجهود الحربي بنفسه، وعمل على تعبئة عدد من الشباب العرب، لدعم الجبهة المصرية، واستمر ينهض بهذا الدور خلال حرب الاستنزاف، التي خاضتها مصر ضد إسرائيل بُعيد حرب حزيران.

تمكن الشاعر سليمان عويس من إنهاء دراسته الجامعية، عام 1968 حيث نال شهادة البكالوريوس في المحاسبة والتأمين، عاد بعدها إلى الأردن، أحب مكان في الكون إلى نفسه، وبعد أن استقر به الحال في بلده، عمل عويس موظفاً بتخصصه الذي عاد به من جامعة القاهرة، غير أن المبدع فيه نمي بشكل ملحوظ، فلم يستمر في عمله هذا طويلاً، فالتحق بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، حيث عمل مذيعاً ومحرراً، وقد استمر في عمله بعض الوقت، عاد بعدها إلى وظيفته السابقة في المحاسبة، وبعد فترة من الزمن قرر التفرغ للكتابة، بعد أن ذاع صيته وأصبح شاعراً محترفاً، وقد مكنه هذا القرار من رفد الساحة الشعرية المحلية والعربية، بكم بكبير من القصائد المميزة.

لقد بدأ الأديب والشاعر سليمان عويس مشواره مع الأدب، من خلال كتابة القصة القصيرة، وقد بدأ بنشر أولى قصصه منذ أواخر عقد خمسينيات القرن الماضي، لكنه لم يستمر في كتابة القصة، حيث تفوق الشاعر في داخله على كل شيء، لذا تحول إلى كتابة الشعر منذ مطلع الستينيات الماضية، فتوجه لكتابة الشعر الفصيح، وتمكن من إنجاز ديوانين من الشعر الفصيح هما: ديوان العنقود 1973، وديوان غنيت بغداد 1981، لكن فقدانه لوالدته التي توفيت عام 1976، دفعه إلى كتابة الشعر العامي، وكان هذا الأخير سبب شهرته التي طافت الآفاق، حيث أخلص لهذا الشعر، الذي كان يشبه لون الأرض، ويلامس قلوب ومشاعر البسطاء والمثقفين، وقد كتب الشعر العامي مسرحيات ملحمية، ذات هاجس وطني نضالي، وقد عرف من خلال شعره العامي، بدفاعه عن الضعفاء، وتعريته للفساد والمفسدين، والدفاع عن وطنه ضد كل من حاول النيل من مسيرته وسمعته العالمية النقية.

أطل سليمان عويس على الناس بشكل يومي، من خلال زاويته الصحفية (موال) التي طاف بها الصحف اليومية كالدستور والرأي، وبصوته كل صباح عبر أثير الإذاعة الأردنية، وحفظ الأردنيون أشعاره ورددوها في أحاديثهم، واستشهدوا بها في حواراتهم المختلفة، وقد أصدر بالعامية ديوانين شعريين: ديوان مواويل رافضة 1978، وديوان بيروت كيف حالك 1985، وقد اهتم بالمسرح وكتب له ملحمة بعنوان (بارود) ومسرحية (حكاية بلدنا: حكاية قريتنا)، لقد كرس سليمان عويس حياته للكتابة، فكانت مشروعه الذي بذل في سبيله الغالي والنفيس، وكان تعلقه بهموم الناس، ووقوفه عند القضايا العربية الكبرى، ومساندته لجهود التحرر والنضال والمقاومة العربية، أن جعلته يوقف شعره على معالجة هذا الموضوع، حيث ابتعد من غير تقصد عن الشعر الغزلي، وشعر العاطفة الفردية، وهو الشاعر الرقيق، المتدفق المشاعر، فقد كان سريع التأثر جياش العاطفة، لكن إدراكه لواقع أمته المرير، وارتهانه لكلمته لتكون الرصاصة، التي تدافع عن الوطن والأمة، وتعبر عن حال الناس وأوجاعهم، أبعده عن الشعر الغزلي.

لقد آمن الشاعر سليمان عويس بالثقافة، سبيلاً لاستعادة الأمة لدورها الحضاري، والمعزز الحقيقي للاستقلال والتحرر، لذلك عمل على تأسيس دار نشر باسم دار المهد، وقد اصدر من خلالها مجلة فصلية باسم المهد أيضاً، وقد شارك في هيئة تحريرها الناقد الكبير الدكتور إحسان عباس، والروائي إلياس فركوح، والناقد الدكتور كمال ديب، في حين كان سليمان عويس رئيس التحرير، وقد شكلت هذه المجلة حالة فريدة في الساحة الثقافية المحلية في عقد الثمانينيات، وساهمت في تقديم إبداعات الكتاب الأردنيين بشكل مرضي للقارئ المحلي والعربي، لكن هذه المشاريع الرائدة، عانت من قلة الدعم وضعف الإمكانيات المادية، فلم يكتب لها الاستمرار رغم نجاحها الملحوظ، وقد عمل أيضاً مدير تحرير مجلة وسام التي تصدرها وزارة الثقافة، وهي مجلة متخصصة للأطفال.

شارك الشاعر سليمان عويس خلال مسيرته الإبداعية الزاخرة بالعطاء، في عدد كبير من المهرجانات والندوات الشعرية داخل الأردن وخارجه، وأعطت قصائده ومواويله المتميزة نكهة خاصة لمناسبتنا الوطنية، التي كانت تحملها أشعاره معبرة عن المواطن الأردني المخلص، وقد نال عدد من الجوائز، وتم تكريمه غير مرة، وتقديراً لعطائه المتميز وإبداعه المتفرد، منح وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وكان دائم الكتابة والعطاء، لكن الأزمة القلبية التي ألمت به لم تمهله، فغادرنا وهو في ذروة إبداعه وهمته، حيث توفي في الثاني عشر من شهر كانون الأول عام 2005، ودفن في مسقط رأسه بلدة دبين. فرغم غيابه المفاجئ، يبقى صوته وشعره خالدين خلود كبار الشعراء، شعر دائم الخضرة كغابات حيث ولد وحيث وري الثرى.   

الدكتور عبد السلام العبادي

|0 التعليقات
د. عبد السلام العبادي

لكل أمة تاريخ يصنعهُ العظماء من رجالاتها ونحن هنا في الأردن على قدر أهل العزم ، فالأرض الأردنية من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها ولاَّدةً لرجال عًظام كانوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم ومن بين هذه الشخصيات الأردنية معالي الدكتور عبد السلام العبادي الذي شغل منصب وزير للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لبضع سنوات في حكومات مختلفة بالإضافة إلى تقلده العديد من المناصب القيادية في العديد من المؤسسات والدوائر الرسمية. 

ولد معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي في مدينة عمان عام م1943 ونشأ وترعرع لدى أسرة محافظة وملتزمة بالشريعة الإسلامية ثم أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدرسة العلوية وكلية الحسين في عمان عام م1959 ، لينتقل إلى جامعة دمشق التي حصل منها على شهادة الليسانس في الشريعة الإسلامية ثم عاد إلى الأردن ليعمل مدرساً في المدارس الثانوية لمدة ثلاث سنوات ، ولكن طموحه دفعه للانتقال إلى جامعة الأزهر فحصل منها على درجة الماجستير في الفقه المقارن بامتياز من كلية الشريعة والقانون هناك ثم حصل على شهادة الدبلوم التمهيدي للماجستير في التاريخ الإسلامي من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة سنة ,1968 نال درجة الدكتوراه في الفقه المقارن بمرتبة الشرف الأولى مع التوجيه بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات العالمية من كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر عام 1972 ، بعدها عَمًل كعضو هيئة تدريس في الجامعة الأردنية في كلية الشريعة لمدة عشر سنوات. 

أما عن نسب عائلة العبادي (العبابيد) فإن كتب الأنساب والعشائر تذكر أن عائلة عبّاد أو بني عباد أو العبادي من أكبر العشائر الأردنية ويسكنون في مناطق الوسط الأردني ما بين سيل الزرقاء إلى سيل نهر الأردن وقيل في المثل للإشارة إلى كثرتهم "عباد من السيل إلى السيل" وأورد فريدرك .ج. بيك في كتابه "شرقي الأردن وقبائلها" أن عشائر عبَّاد من بين قبائل منطقة البلقاء ، وأشار إلى الرواية التي تردهم إلى قبيلة تنوخ ، أو أنهم فرع منها ويعزز فريدرك .ج. بيك في كتابه الرواية التي ترد العبابيد إلى بني طريف من جذام من العرب القحطانية ويشير إلى رواية أخرى تردهم إلى جذيمة من قبيلة طيء. 

وتنقسم عبّاد (العبابيد) إلى فريقين كبيرين وهما: الجرومية: وتضم مناطق ما بين سيل الزرقاء إلى سيل وادي شعيب وهي منطقة العارضة (عارضة عبَّاد) وعيرا والبيرة ويرقا ووادي شعيب وجلعد والرميمين وأجزاء من الأغوار مثل معدّي وغور الأردن وغور داميا والملاحة وجزء من منطقة دير علا. 

ثانياً: الجبورية: وتضم عشائر ما بين سيل وادي شعيب إلى وادي الشتا ومرج الحمام والبحاث وبيادر وادي السير ووادي السير والبصَّه وعراق الأمير ووادي الشتا وأبو السوس وبدر الجديدة وماحص وبلال وأم الأسود ودابوق والرباحيه وأجزاء من خلدا. 

وقد ورد في كتاب الصفوه لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة أن العبابيد من قبائل الأردن الكبيرة التي كان لها شأن يذكره التاريخ ، حالفوا وتحالفوا ، حاربوا وحوربوا ، وحافظوا على قوتهم وكيانهم وأراضيهم وصمدوا في وجه الحروب والغزوات إلى أن استقر الأمر بقيام الدولة الأردنية الحديثة وانخراط القبائل والعشائر الأردنية في هذه الدولة ومد الأيدي لبناء الوطن الحديث. 

وبالعودة للحديث عن مسيرة معالي الدكتور عبد السلام العبادي يجد القارئ أنه قد تنقل في الكثير من الوظائف ذات الطبيعة الفقهية والشرعية ففي عام م1982 عَمًل وكيلاً لوزارة الأوقاف (أميناً عاماً لها) ثم مديراً عاماً لمؤسسة إدارة وتنمية أموال الأيتام. 

ونظراً لما تمتع به معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي من صفات الاعتدال والوسطية ودماثة الخلق وهدوء جم في شخصيته كان محط اختيار الحكومات الأردنية التي تعاقبت في الفترة ما بينت عامي 1993 إلى م2001 حيث شغل منصب وزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ، وليس غريباً على شخص عَرف أحكام الدين والتزم بها ودرسها وحصل على أعلى الشهادات فيها إلا وأن يكون للعمل الخيري حظ وفير لديه ، فتراه قد عَمًل في المجال الخيري التطوعي أمينًا عاماً للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية ورئيساً للجنة التعاون والتنسيق مع الشعوب الإسلامية منذ عام م1987 حيث دمج نشاطهما في نشاطات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية عندما أسست سنة 1990م. 

صدرت الإرادة الملكية السامية بتعيين معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي رئيساً لجامعة آل البيت عام م2004 بعد أن كان رئيساً لمجلس أمنائها. ثم عاد وزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عام م2005 ليتم في العام الذي يليه إعادة تعيينه رئيساً لجامعة آل البيت الأردنية. 

عُرف الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي بنبل أخلاقه وكريم صفاته فهو الشخص الذي يلاقي الناس جميعاً بوجه مشرق ، بابه مفتوح على مصراعيه لكل مراجع أو مستفتْ أو متعلم يلقى الناس بكل تواضع فلا تفارقه ابتسامته العذبة الهشة له عبق خاص يجبرك على حبه واحترامه يحب ولا يكره ، يتواضع ولا يتكبر يجمع ولا يفرق يعيش بساطة الحياة ، يتدافع إليه البسطاء والفقراء والعامة فيكلم كلاً منهم على قدر ثقافته وعلمه ويقضي لهم مصالحهم دون تذمر أو ترفع عنهم فهذا التعامل البسيط البعيد عن التكلف ينم عن شخصية ونفسية عالية عظيمة القدر ، فهو الرمز والرقم الكبير في المعادلة الإسلامية.

حقق معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي خلال تسلمه لحقيبة وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية العديد من الإنجازات وفي ذلك فقد تحدث معالي الدكتور العبادي قائلاً: أذكر بعض هذه الانجازات وفي عناوين كبيرة دون تفصيل إنجاز الإعمار الهاشمي الثالث للمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة والذي تم بتبرع شخصي من جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وذلك من خلال لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة بالإضافة إلى إحالة عطاءات تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع تطوير مقامات الصحابة في المزار والتي تشمل مسجد جعفر بن أبي طالب ومقام زيد بن حارثة رضي الله عنهما بكلفة 2 مليون دينار ومشروع مسجد أبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه في الأغوار الشمالية بكلفة 4 ملايين ، ومسجد إربد الكبير وإنجاز إعداد المخططات الخاصة ببقية المقامات والمساجد وذلك من خلال اللجنة الملكية لإعمار مساجد ومقامات الصحابة الشهداء وعشرات المشروعات الاستثمارية في مختلف مناطق المملكة ، إضافة إلى تطوير عملية الحج إسكاناً ونقلاً والبدء بالمشروع الشامل لتأهيل الوعظ وإنشاء مركز الحاسب الآلي في وزارة الأوقاف وتنظيم وتطوير العمل في دور القرآن الكريم والمدارس الشرعية وإصدار أسبوعية إعلامية عن وزارة الأوقاف باسم "الضياء" وتطوير العمل في مجلة "هدى الإسلام" والإعداد لطبعة جديدة للمصحف الشريف كما عَمًل على إحياء كتب التراث الإسلامي". 

جاءت الإرادة الملكية السامية بتكليف معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي لشغل منصب مستشار للشؤون الإسلامية والدينية عام م2006 بالإضافة إلى تعيينه بمنصب الأمين (مديراً عاماً) لمجمع الفقه الإسلامي الدولي. وهو الآن يعمل وزيراً للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية نظراً للجهود التي يبذلها من أجل تطوير عمل الوزارة وإعادة هيكلة عمل الأجهزة فيها. يعرفه الناس بأسلوبه الجميل وعطفه على الضعيف ومواساته للمكلوم ويرأب صدع المنكسر ويجدد ثقته بمن أخطأ ثم رجع عنه ، ما رفع صوته على أحد ولا عنفه ، بل يسعه بخلقه. يحمل معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي فكراً نيراً في علم الفقه وأصوله والشريعة ومقاصد التشريع نابعاً من صميم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فكرا يحمل آفاقاً ويفتح أبواباً للدارسين ، كما أنه صاحب الحضور البارز في المنتديات والمؤتمرات الإسلامية في الأردن وبمختلف بلدان العالم حيث يساهم بفكره ورأيه متحدثاً وكاتباً يعرض جوانب من مبادئ الإسلام وتعاليمه كما يقدم بمقترحاته حلولاً للمشكلات والقضايا المعروضة.

لقد شغل معالي الدكتور العبادي العديد من المراكز والمهمات العلمية والعامة منذ بداية تدرجه الوظيفي حتى الآن ، فقد كان أحد أعضاء مجمع الفقه الإسلامي الدولي ممثلاً للمملكة الأردنية الهاشمية منذ بداية تأسيسه وحتى الآن وهو عضو في مجلس الإفتاء الأردني وعضو المجلس الأعلى للإعلام حتى عام م2005 ، وعضو مجلس التربية والتعليم لعدة مرات ، وكان له مشاركات عديدة في مؤتمرات علمية وندوات أكاديمية في مجالات الفكر الإسلامي المعاصر والدعوة والتربية والاقتصاد الإسلامي والفقه والزكاة والحوار بين الأديان ، شارك في إعداد المناهج والكتب المدرسية والإشراف عليها في الأردن وسلطنة عُمان بالإضافة إلى إشرافه على العديد من الرسائل العلمية في الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه في بضع جامعات ، وهو عضو في لجنة الخبراء الدولية التي درست مشروع قانون الزكاة وتطويره ، وعضو في مجلس التصنيف الشرعي للوكالة الإسلامية للتصنيف وشارك في الاجتماعات التأسيسية لصندوق تثمير الأوقاف التابع للبنك الإسلامي للتنمية ، تم تعيينه عضواً في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بموجب قرار من رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية ، وتم اختياره نائباً لرئيس الهيئة الشرعية للرقابة والتصنيف التابع للمجلس العام للبنوك والمؤسسات الإسلامية بالإضافة إلى اختياره رئيساً للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية المتعددة. واختير رئيساً للجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، بالإضافة إلى عضوية العديد من اللجان والمجالس والهيئات الإدارية والتي يصعب إحصائها وذكرها. ونتيجة للجهود التي يبذلها معالي الأستاذ الدكتور خلال تنقله في العديد من المناصب ولأنه لكل مجتهد نصيب فقد كان من الطبيعي أن يكافأ بأن يحصل على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية منها وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى سنة م1993 ووسام الكوكب الأردني من الدرجة الثانية سنة م1987 ووسام الحسين بن طلال للعطاء المتميز سنة م2000 ووسام الثقافة والعلوم من الطبقة الأولى من جمهورية مصر العربية سنة م1992 ووسام الجمهورية من الدرجة الثالثة من جمهورية السودان الديمقراطية وجائزة غاندي وكنج وكير الدولية سنة م2003 وحصل أيضاً على الميدالية الفضية لمنظمة الحماية الدولية سنة م2004 ونال جائزة الدولة التقديرية والتشجيعية لعام م2006 في حقل العلوم الاجتماعية في مجال دراسات في الفكر الإسلامي بالإضافة إلى الكثير الكثير من الأوسمة والجوائز.

ولمعالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي مؤلفات علمية عديدة ومنشورة وقد شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لوزارة التربية والتعليم في المملكة الأردنية الهاشمية ومن أهم مؤلفاته العلمية: الإيمان بين الآيات القرآنية والحقائق العلمية ، دور الاقتصاد الإسلامي في أحداث نهضة معاصرة مع آخرين ، الضمان الاجتماعي بين الشريعة الإسلامية والنظم الوضعية ، الرعاية الأردنية الهاشمية للقدس والمقدسات الإسلامية فيها ، كتاب الثقافة الإسلامية لمعاهد المعلمين وعدداً من كتب التربية الإسلامية للمرحلة الثانوية ، فقه المعاملات محاضرات ألقيت في معهد الدراسات المصرفية ، خمسة وأربعون بحثاً قدمت للعديد من المؤتمرات والندوات العلمية وهذه الأبحاث تناولت مواضيع كثيرة تهم المسلم في حياته فجاءت في مواضيع الفقه الإسلامي وأمور المال والاقتصاد ، الملكية في الإسلام ، حاجات الإنسان الأساسية وارتباطها بالأوضاع المعاصرة ، الزكاة ، التقريب بين المذاهب ، العولمة ، ضبط الرقابة الشرعية في ضبط أعمال البنوك ، بالإضافة إلى العديد من المواضيع الهامة والأبحاث الإسلامية التي أعدها دون كلل أو ملل فتراه قد أعطى جهده ووقته لخدمة وطنه وأمته وعروبته ينشر العلم والمعرفة دون أن تلهيه صغائر الدنيا. أطال الله في عمر معالي الأستاذ الدكتور عبد السلام العبادي.