تلتقي الرواياتُ التي تحدثت عن عشائر الهلسا على القول إنها تنحدرُ من أعقاب رجلٍ مصريٍ قدم إلى الكرك واستقرَّ فيها وعُـرف باسم المصري ، ثمَّ تزوَّج فتاة من عشيرة الحدادين ومن نسلهما تشكـَّـلت عشائر الهلسة وتكاثرت حتى قيل إنها اصبحت تـُعدُّ من أكثرَ العشائر المسيحية في الأردن وفي البلدان العربية المجاورة عدداً، وتتوزَّعُ عشائر الهلسة إلى عدَّة عشائر هي : الهلسا ، والقسوس ، والعمارين ، والشوارب ، والشرايحة ، وبُـرقان ، والظواهرة ، وحنانيه ( حنانيا ) ، والعودات ، وخيطان ، وللهلسة أقارب في مدينة الناصرة بفلسطين يُقال لهم الحنادسه .
وتتجمَّعُ عشائرُ الشرايحة والشوارب والظواهرة تحت مظلةِ فرع إعيال عيد ، وتتجمَّع ُعشائر العودات وإعيال يوسف والقسوس والعمارين تحت مظلةِ فرع إعيال إسليمان .
ويوردُ كتاب ( تاريخ عشيرة الهلسا حتى عام 2004 ) لمؤلفه الباحث أيوب الهلسا رواية تقول إن جَدَّ الهلسا قدم إلى الأردن من فلسطين ولكن الرواية لا تذكر من أية منطقة في فلسطين كان قدومه ، ويورد الكتاب رواية تقول إنه قدم من مصر وإن جذوره تمتد إلى اليونان أومن جزيرة كريت ، ولكنه يذكر أن هناك اتفاقا بين عشائر الهلسا أن جَدَّهم كان مصريا .
ويُـعزِّز كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري الرواية التي تقول إن جذور عشيرة الهلسا تعود إلى رجلٍ مصري تزوَّج إحدى بنات عشيرة الحدادين ، ويذكرُ أن للهلسا أقارب في الناصرة بفلسطين يحملون اسم الحنادسة ، وتتفرَّع ُالهلسا إلى عدَّة ِفروع هم إعيال عيد وهم الشرايحة والشوارب والظواهرة ، وإعيال سليمان وهم العودات ، وإعيال يوسف والقسوس والعمارين ، ولم يورد عمَّاري اسمَ عشيرة آل برقان الكركية مع عشائر الهلسا ، ويشيرُ عمَّاري إلى وجود عشيرة مسلمة تحمل إسم الهلسا وهم من عرب السواحرة (سواحرة الواد) بفلسطين ويتبعهم الزعارتة والزحايكة والشقيرات والعبيدات .
ويُـعزِّز فردريك . ج . بيك في كتابه ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ) نفس الرواية ويورد تصنيفاً مختلفاً لفروع عشائر الهلسا فيذكر أنهم ينقسمون إلى ست فرق وهي (1)عيال عيد وهم الشوارب والشرايحة والظواهرة (2) عيال يوسف (3) عيال سليمان (4) العودات (5) القسوس (6) العمارين .
وينقل الدكتور أحمد عويدي العبَّادي في كتابه ( العشائر الأردنية - الأرض والإنسان والتاريخ ) عن السيد وديع سليمان سالم القسوس أن الجَدَّ الأولَ المصري لعشائر الهلسا (لم يذكر اسمه) رُزق بثلاثة أولاد هم صبر وحسَّان ومساعد ، وأن حسَّان هو جَدُّ عشيرة القسوس .
ويُعزِّزُ الأديبُ المؤرخ روكس بن زائد العُـزيزي في الجزء الرابع من كتابه ( معلمة للتراث الأردني ) الروايةَ التي تنسب عشائر الهلسا إلى نسل رجل مصري تزوَّج َمن إحدى بنات عشيرة الحدادين الكركية ، ويذكر العُـزيزي أن اسم الهلسا لحق بهم نسبة إلى مدينة هيلوبوليس (مدينة الشمس) وعين شمس حالياً بمصر التي يُرجَّح أن جَدَّهم جاء منها إلى الكرك ، ويذكرُ أن للهلسا أقارب في الناصرة يُسمُّون الحنادسة ، ويُصنِّفُ الهلسا إلى ست فروع هي 1- إعيال عيد وهم الشرايحة والشوارب والظواهرة 2 - إعيال إسليمان 3 - العودات 4 - القسوس نسبة إلى قسِّيس منهم 5 - إعيال يوسف 6 – العمارين .
ويوردُ الدكتور أحمد عويدي العبَّادي في كتابه ( مقدَّمة لدراسة العشائر الأردنية) تصنيفاً مختلفاً لفروع عشائر الهلسا فيذكر أنهم يتفرَّعون إلى تسعة فروع هي : القسوس والعمارين والعودات والشرايحة وأولاد عيد وأولاد يوسف وعيال سعد والخيطان وعيال سليمان ، ويلاحظ أنه لم يورد عشيرتي الشوارب والظواهرة .
ويذكرُ المؤِّرخ مصطفى مراد الدبَّاغ في الجزء الأول من القسم الثاني من كتابه ( بلادنا فلسطين ) أن ارتحال جد الهلسا إلى الكرك كان قبل حوالي 250 عاماً ، ولكن كتاب ( البدو ) لمؤلفيه ماكس أوبنهايم وآرش برونيلش وفريز كاسكل والذي ترجمه إلى العربية محمود كبيبو يذكر أن قدوم جَدِّ الهلسا المصري إلى الأردن فرارا ً كان قبل 400 ـ 500 سنة حيث تزوج فتاة من الحدادين واستقرَّ في الكرك ، بينما استقرَّ أخوته في الفحيص وفي الطيبة ( مزرعة بني سالم ) القريبة من القدس حيث يعرفون باسم العكارشة والديوك ، ويشير الكتاب أن نخوة الهلسا (صيحتهم عند النزال ) هي أبناء المصري مما يُـعزِّز الرواية التي تقول إنهم ينحدرون من رجل مصري .
ويورد كتاب ( عشائر الحدادين حتى عام 1991م ) لمؤلفيه الباحث خلف خليل حدادين والصيدلاني منير جريس حدادين والباحث عواد جريس حدادين رواية قدوم جد الهلسة إلى الكرك فيذكر أنه في عام 1735م جاء إلى مدينة الكرك رجل غريب والتجأ إلى الشيخ صبره الحدادين شيخ عشيرة الحدادين وهو حفيد صبره الأول جد الحدادين ، وكان مع الغريب شقيق له ارتحل إلى الخليل واعتنق الإسلام وتشكلت من أعقابه عشيرة الهلسا الخليلية المسلمة ،أما الغريب فاشتغل عند الشيخ صبره الحفيد وتزوَّج من إحدى بناته ، ولما كثر نسله أعطاه صبره الحدادين جزءا من أراضيه وأملاكه ليطمئن على ابنته زوجة الرجل المصري الغريب وعلى أبنائها منه ، ولكن كتاب ( عشائر الحدادين ) خلافا لمعظم الروايات ينفي أن يكون الغريب مصريا ويقول إنه من عائلة الهلسا التي تنتمي إلى عشائر السواحره في فلسطين ، ويشير إلى أنه لا توجد عائلة تحمل إسم الهلسا في الخليل وإنما هناك عائلة إسمها الهليس لا علاقة لها بالهلسا ، ويذكر أن عرب السواحرة لم يصلوا إلى فلسطين من مصر ، بل هم من أعقاب بني عقبة الجذاميين من جذام من كندة من كهلان من عبد شمس ويرجعون إلى قحطان ، و يتوصل الكتاب إلى أن أصل الهلسا يماني ، وأنهم هجروا اليمن إثر خراب سد مأرب أو بسبب ضغوط اقتصادية وسياسية أيام ذي نواس ملك اليمن .
ويعترض الباحث أيوب هلسا في كتابه ( تاريخ عشائر الهلسا ) على رواية كتاب ( عشائر الحدادين ) ويصفها بأنها ليست دقيقة ، وينحاز إلى الروايات التي تشير إلى أن عشيرة الهلسا تنحدر من أعقاب رجل مصري قدم إلى الكرك ، ويشير إلى أن الأفخاذ والفروع التي تتكـَّـون منها هذه العشيرة بالشكل الواقعي والصحيح وكما تبينه شجرة العشيرة هو كالتالي : أنجب المصري أربعة أولاد هم : 1 ) حسان وهو الجدُّ الأول لآل القسوس ، 2 ) مساعد وهو الجدُّ الأول لآل البرقان وعيال مسعد ، 3 ) نويصر وهو الجدُّ الاول لآل العمارين ، 4 ) صبره وهو الإبن الأكبر للمصري وجد إعيال عيد ، وإعيال يوسف ، والشرايحه ، وإعيال سليمان ، والخيطان ، والكعود ، والعودات ، والحنانيه .
ويتحدثُ كتاب ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري عن عشيرتين مسيحيتين أردنيتين تحملان اسم القسوس وهما :
- عشيرة القسوس وهم فرع من عشيرة الكرادشة وأصلهم من صلخد في جبل العرب (جبل الدروز لاحقاً) وجدُّهم الأول سلمان جابر سلامة الكرادشة ، وتربطهم علاقة أبناء العمومة مع عشيرتي العواجين وآل شرقي .
- عشيرةالقسوس وهم فرقة ٌمن عشيرة الهلسا ، ومنازلهم في بلدة إحمود بجوار الكرك .
ويطلقُ كتاب ( العشائر الأردنية والفلسطينية ووشائج القربى بينها ) لمؤلفه أحمد أبو خوصه إسم عيال حسَّان على عشيرة القسوس مما يُعزِّزُ الرواية التي تقول إن جَدَّ القسوس هو حسَّان ابن الرجل المصري الذي تنتسب إليه عشائر الهلسا .
ويكتفي كتابُ ( قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ) لمؤلفه الباحث حنا عمَّاري بالإشارة لعشيرة آل بُرقان بأنها عشيرة مسيحية تقطن الكرك دون إعطاء أية معلومات عن جذورها .
ويورد كتاب ( معجم العشائر الفلسطينية ) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب إسم عائلة في القدس تحمل إسم برقان ، ولكنه لا يتطرَّق إلى جذورها أو إلى دينها .
ويذكر كتاب (معجم القبائل العربية القديمة والحديثة) لمؤلفه عمر رضا كحالة أن الهلسا عشيرة من عشائر الكرك يُـقال إنهم أبناء رجل مصري قدم إلى الكرك وتزوج بفتاة من عشيرة الحدادين ومذهبهم روم أرثوذكس ويقطنون في مدينة الكرك وقرية إحمود ولهم أقارب في الناصرة يدعون بالحنادسه ، وينقسمون إلى ست فرق وهي : عيال عيد – عيال يوسف – عيال سليمان – العودات –القسوس – العمارين .
ويذكر الباحث أيوب الهلسا أنه قام بالاتصال ببعض المصريين الذين يقيمون في الكرك واستفسر عما إذا كان إسم هلسا موجودا في مصر ، فعلم أن هناك عدة بلدات في الصعيد جنوب مصر غالبية سكانها من هلسا ، ومن هذه البلدات ، بلدة قرقاس ، وبلدة ملوي ، وبلدة ديروت .
رحيل عشائر الهلسا إلى البلقاء وعودتهم إلى الكرك
يقول الوزير الشيخ عوده القسوس في مذكراته المخطوطة : " حدَّثني شيوخ عشيرة الهلسا أنه في سنة 1870م حصل سوء تفاهم بين الشيخ محمد المجالي وشيوخ عشيرة الهلسا مما جعلهم يرحلون عن الكرك ويسكنون في مشارف البلقاء عند عربان الحديد و أبو جاموس ، وقد استقبلهم هؤلاء ورحَّـبوا بقدومهم حتى أن أحد مشايخهم ( سلامة الغرير ) نزل عند عرب الهلسا في تلك المنطقة ، وذلك تشجيعا لهم وأعطاهم الأراضي التي تشرب من سيل الزرقاء ليزرعوها وقد زرعوها فعلا في تلك السنة بالذرة ، وقد كانت البلقاء حينئذ تدار أمورها من قبل حاكم السلط ، ولما علم هذا الحاكم بقدوم هذه العشيرة ، استدعى شيوخها ورحب بهم وأعطاهم مدينة عمان – والتي كانت في ذلك الوقت عبارة عن خربة – لكي يسكنوها ويزرعوا الأراضي التي حولها ، ولما سمع بذلك شيخ مشايخ الكرك أرسل ولده الشيخ مصلح المجالي وأمره أن يذهب ويسترضي شيوخ عشيرة الهلسا ولا يعود إلا معهم ، فذهب مصلح ونزل ضيفا على عشيرة الهلسا في مضاربهم في البلقاء ومكث عندهم بضعة أشهر تمكن خلالها من استرضاء شيوخ الهلسا والعودة معهم إلى الكرك ، باستثناء إحدى العائلات وهم أولاد جريس الهلسا حيث نزحوا من هناك ونزلوا في قرية النعيمة من قرى إربد وسكنوها بمساعدة شيخها الهنداوي ، وتملكوا هناك أرضا ودارا ولم يعودوا من هناك إلا بعد سنين طويلة " . وما زالت الدار إلى سكنوها تعرف باسم دار الهلسا .
الهلسا في المهجر
في عام 1913 هاجر السيد نعمان الهلسا مع ثلة من أهالي مادبا منهم عواد الحمارنه وسلطي الحمارنه وعيسى العويمرين ومتري الصُـنـَّـاع وغيرهم إلى أمريكا الجنوبية ، ثم توالت هجرات الكثير من أبناء الهلسا وتوزَّعوا في العديد من بلدان أمريكا الجنوبية ، وشغلوا مواقع متقدمة في ميادين السياسة والإقتصاد والعلم ، ونشرت صحيفة الرأي الصادرة يوم الخميس الواقع في 26/4/2001م أن أحد أبناء الهلسا إسكندرهلسا كاد أن يصبح رئيسا لجمهورية تشيلي ، وكان إسكندر قد أنهى دراسة الحقوق في جامعة تشيلي في العاصمة سانتياجو ومارس السياسة أيام دراسته الجامعية وانخرط في النشاط الحزبي وعين سنة 1954 وزيرا للزراعة وكان أصغر الوزراء سنا ثم عين سفيرا لتشيلي في بوليفيا ثم عاد ليمارس مهنة المحاماة في تشيلي ، وفي عام 1964 عين إسكندر هلسا وزيرا للمعادن وشغل هذا المنصب مدة ست سنوات ، وفي عام 1989 أصبح نقيبا للمحامين ، وفي العام نفسه جرت الانتخابات لرئاسة الجمهورية وكان من أبرز المرشحين لهذا المنصب إسكندر نعمان الهلسا إلا أن المعارضة توخـَّـت توحيد صفوفها وتقديم مرشح وحيد فتنازل إسكندر هلسا عن الترشيح لصالح مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي السيد ( بترسيوا الون) والذي أصبح رئيسا للجمهورية وعين إسكندر وزيرا للمعادن مرة أخرى .
ومن أبناء الهلسا الذين يشغلون مواقع متقدمة في المهجر نائب رئيس مجلس النواب التشيلي السيد بتريسيوا الهلسا الذي زار الأردن .
وفي الولايات المتحدة الأمريكية ينتشر أبناء الهلسا في ولاية انديانا وولاية أوهايو وولاية أوكلاهوما وولاية فرجينيا ومدينة نيويورك ، كما ينتشرون في أستراليا وكندا وألمانيا وإسبانيا و اليونان .
مشاركة الموضوع مع الأصدقاء :
Add This To Del.icio.us
Tweet/ReTweet This
Share on Facebook
StumbleUpon This
Add to Technorati
Digg This
|