خلوصي الخيري .. رجلُ دولةٍ ورائدٌ من روَّاد الفكر العربي المعاصر

يذكر كتاب»من أعلام الفكر والأدب في فلسطين»لمؤلفه الأستاذ يعقوب العودات الهلسا»البدوي المُلثــَّـم»أن خلوصي الخيري ولد في مدينة الرملة البيضاء بفلسطين في عام 1908 م»العهد العثماني»وأكمل دراسته الإبتدائية في مدرستها الحكومية ثمَّ ارتحل إلى القدس الشريف فأكمل دراسته الثانوية في مدارس الفرندز والمطران وتراسانطه ثمَّ التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على شهادة البكالوريوس في السياسة والإقتصاد واللغة العربية في عام 1928 م، ثمَّ ارتحل إلى لندن ليدرس لمدة عامين في»مدرسة الإقتصاد اللندنية»وعاد في عام 1932 م ليشغل وظيفة متقدمة في مكتب المطبوعات في القدس التابع لحكومة الإنتداب البريطاني، وفي عام 1935 م نـُـقل إلى الإدارة المدنية ليشغل منصب قائم مقام في القدس الشريف وحيفا وجنين ونابلس وبيسان والرملة، وفي عام 1945 م إستقال من العمل الحكومي لينشط في العمل الوطني واختير مديرا للمكتب العربي في واشنطن الذي الذي أسَّسته الجامعة العربية لخدمة قضية فلسطين بشكل عام والقضايا العربية الأُخرى بشكل عام، وبعد النكبة نشط مع العديد من رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية المتأثرين بأفكار حركة القوميين العرب قبل أن تتحول إلى حركة منظمة في التصدِّي للإحتلال الصهيوني، وفي هذا السياق يذكرُ كتابُ»القيادات والمؤسَّـسات السياسية في فلسطين 1917-19487م»لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت أن الوزير خلوصي الخيري كان في شبابه من مؤسِّـسي حركة القوميين العرب وكان أحد أعضاء قيادتها في عام 1935م، وكان أحد المتنافسين على زعامة الكتلة في عام 1946م، وشارك في المؤتمر السنوي لكتلة القوميين العرب الذي انعقد في حيفا في 18/6/1947م.

وبعد انتقاله إلى عمَّـان بعد توحيد الضفتين شغل السيد خلوصي الخيري المنصبَ الوزاري»8»مرَّات كانت أولاها في حكومة قريبه الرئيس توفيق أبوالهدى التاجي الفاروقي المشكـَّـلة في 7/ أيار /1949م وزيراً للتجارة ووزيراً للزراعة، ُثمَّ في حكومة الرئيس أبوالهدى المشكـَّـلة في 8/ أيلول /1951م وزيراً للاقتصاد والتجارة وكانت مشاركته بموجب تعديلٍ جرى على الحكومة في 19/4/1952م، وشارك في حكومة الرئيس أبوالهدى المشكـَّـلة في 30/ أيلول /1952م وزيراً للاقتصاد والتجارة وفي حكومة الرئيس أبوالهدى المشكـَّـلة في 4/ أيار /1954م وزيراً للاقتصاد ووزيراً للإنشاء والتعمير، ثمَّ في حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكـَّـلة في 21/ كانون أول /1955م وزيراً للمالية والاقتصاد وفي حكومة الرئيس سمير طالب الرفاعي المشكـَّـلة في 9/ كانون أول /1956م وزيراً للاقتصاد وفي حكومة الرئيس إبراهيم هاشم المشكـَّـلة في 24/ نيسان /1957م وزيراً للإقتصاد الوطني ووزيراً للتربية والتعليم وفي حكومة الرئيس هزَّاع المجالي المشكـَّـلة في 6/ أيار /1959م وزيراً للاقتصاد الوطني، وخلال إشغاله وزارة الإقتصاد لأكثر من مرِّة بذل جهودا كبيرة في تطوير ميناء العقبة المنفذ البحري الوحيد للأردن على العالم، وفي 16/ تشرين ثاني /1957 م وقع وزير الإقتصاد السيد خلوصي الخيري ممثلا لحكومة المملكة الأردنية الهاشمية إتفاقية منح الإمتياز لشركة مصفاة البترول الأردنية التي وقـَّع نيابة عنها رئيس مجلس إدارتها السيد عبد المجيد شومان.

وعندما أعلن الملكان الراحلان الحسين بن طلال وفيصل بن غازي قيام الوحدة بين الأردن والعراق تحت مُسمَّـى»الإتحاد العربي»في 15 / شباط / 1958 م تمَّ اختيار السيد خلوصي الخير وزير دولة للشؤون الخارجية في حكومة الإتحاد، وفي أثناء وجوده مع وفد رسمي أردني في بغداد لمتابعة أمور الإتحاد وقع إنقلاب عسكري بقيادة عبد الكريم قاسم في 14 / تموز / 1958 م، واجتاحت الغوغاء الفندق الذي كان يقيم فيه الوفد الأردني ونجا الوزير خلوصي الخيري بينما قتل الرعاع رئيس الوزراء الأردني إبراهيم هاشم ووزير الدفاع سليمان طوقان،

ويصفُ الأديبُ يعقوب العودات»البدوي الملثَّم»في كتابه»من أعلام الفكر والأدب في فلسطين»الوزيرَ خلوصي الخيري الفاروقي بهذه العبارات :»رجلُ دولةٍ ورائدٌ من روَّاد الفكر العربي المعاصر، وهبه الله خصباً في التفكير وأصالة في الرأي وبراعة في عرض القضايا السياسية وسبِر أغوارها، وفي تحليل المشاكل التي تواجه العالم العربي، وجمع في شخصه المعرفة القادرة والحكمة الفاعلة».
تعليقات (فيس بوك)
0تعليقات (بلوجر)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).