نسب المواجدة
يذكر كتاب » الصفوة جوهرة الأنساب الأردن « لمؤلفه المحامي طلال بن الشيخ حسين البطاينة أن المواجدة من عشائر الكرك التي تتمتع بتاريخ مجيد حيث كان جدودُهم من أمهر فرسان العرب وأكثرهم خبرة وممارسة وإقداما وجرأة , وهم من ذرِّية صبيح من فزارة من بني ذبيان من غطفان , كانت منازلهم في الجزيرة العربية مقاربة لديار بني عبس.
وكان بنو صبيح قد هاجروا من الجزيرة العربية إلى العراق حيث نزلوا منطقة البصرة , وبعد مدة من الزمن رحل جدُّ المواجدة عبد العزيز بن محمد المواجدة وهجر قبيلته هناك بسبب حادثة قتل , وتوجهوا إلى جنوب الأردن ونزلوا منطقة الحسا, مجاورا الحجايا شمر حيث تزوَّج ابنة ضيف الله الطحاطرة , وبعد مدة رحل عبد العزيز إلى الشمال واستقرَّ في منطقة الظهرة قرب بلدة العراق لتوافر المياه والمراعي , وتزوَّج مرة أخرى من الخوالدة من قبيلة بني حميدة ورزق بولدين هما خليل واشتيوي , وبعد سنوات تزوج من الملاحيم من السعوديين من فخذ المرابحة ورزق بخمسة أولاد هم عبد الكريم وأحمد وهارون وسعيد والشخيتي , وقتل الشخيتي قبل أن يخلف , ومن أعقاب أولاد عبد العزيز الستة خليل واشتيوي وعبد الكريم وأحمد وهارون وسعيد تكونت عشيرة المواجدة في الأردن , وقويت شوكة المواجدة ووقعت بينهم وبين السلطات التركية في العهد العثماني حروب كثيرة كانت الغلبة فيها في بداية الأمرلفرسان المواجدة إلا أن العثمانيين جهَّزوا جيشا كبيرا لتأديب القبائل التي ثارت على الحكومة العثمانية وهاجمت مضارب المواجدة وأمعنت فيهم فتكا وتقتيلا فكانت مذبحة كبيرة تعرَّض لها المواجدة الذين أحرقت بيوتهم وسلبت مواشيهم ولم يبق لهم شيء , ولكنهم نهضوا من كبوتهم وبنوا أنفسهم واستعادوا قوَّتهم واصطدموا مع الحكومة الفيصلية في الشام وقامت بينهم مذابح وسميت المواجدة (العشيرة الشهيدة ) .
ولا ننسى مواقف المواجدة في حرب فلسطين فقد أبلوا بلاء حسنا وشاركوا في ثورة عز الدين القسَّام , وكان فرسانهم في الجيش الأردني بارزين في حربهم مع اليهود , ويعتبر المواجدة من العشائر الأردنية التي ساهمت في بناء دولة الأردن الحديث ولهم حضور في الحكومة الأردنية , وللمواجدة أقارب في مكة بالحجاز يقال لهم المواجدة , وفي العراق, ولهم أقارب في جبل نابلس يقال لهم الحشايكة, وفي مرج ابن عامر يقال لهم المواسي , ولهم أقارب في سوريا ولبنان يقال لهم فزارة , ولهم أقارب في قرية برما ناحية جرش يقال لهم الدبسية. والمواجدة هم أبناء عبد العزيز بن محمد المواجدة من آل صبيح من فزارة من ذبيان من غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من نسل سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام . ( إنتهى كلام المحامي البطاينة).
ويورد كتاب »قاموس العشائر في الأردن وفلسطين« لمؤلفه الباحث حنَّا عمَّاري رواية لم يوثق مصدرها تشير إلى أن المواجدة في بلدة العراق بجوار الكرك ينتمون إلى عشيرة المجالي , وهي رواية يوردها كتاب » تاريخ شرقي الأردن وقبائلها« لمؤلفه الضابط البريطاني فريدريك, كما يورد الرواية الأديب المؤرِّخ روكس بن زائد العُزيزي في الجزء الرابع من كتابه » معلمة للتراث الأردني « , وهي رواية تحتاج إلى توثيق .
ويذكر كتاب مقدمة العشائر الأردنية لمؤلفه الدكتور أحمد عويدي العبَّادي أن عشائر الكرك تتوزَّع على سبع مجموعات رئيسة هي : الشراقا والغرابا والعمرو وبنو حميدة وبنو عطية والبرارشة والمشالخة , ويذكر أن عشائر الغرابا تتوزَّع على ست مجموعات إحداها الغرابا - المجالية التي تضم فروع عشيرة المجالي , وإحداها الغرابا - العراقية ( نسبة إلى بلدة العراق في الجنوب ) التي تضم المواجدة مع عشائر الخطبا والحطيبات واليتمة.
وفي دراسة بعنوان » قبيلة المواجدة في الأردن « يذكر الباحث خالد المواجدة / جامعة مؤتة أن أربع قبائل في الوطن العربي تحمل إسم المواجدة , ولكنها مختلفة في النسب, الأولى هم المواجدة من الكدادات من قبيلة بني هاجر , والثانية هم المواجدة من هاشم من قريش وهم بنو ماجد بن عبد الرحمن بن القاسم , أما القبيلة الثالثة , فهم المواجدة من آل فاطمة من قبيلة يام , والرابعة المواجدة من صبيح من فزارة من ذبيان , وهم مواجدة الكرك , وينسب إلى نسَّابة القبيلة وكبار السن فيها, أن قبيلة المواجدة هي أحد فروع قبيلة فزارة من ذبيان الشهيرة , وهو ما تجمع عليه كافة المصادر التاريخية , ولا خلاف في ذلك.
وقبيلة ذبيان هذه , هي أخت قبيلة عبس , اللتان دخلتا حرب الأربعين عاما , وهي حرب » داحس والغبراء « بسبب سباق الفرسين داحس والغبراء .
والمواجدة هم بنو ماجد بن صبيح بن مالك بن خمار بن حَزن بن عامر بن عمرو بن جابر بن خشين بن لأي بن عُصيم بن شمخ الفزاري الذبياني الغطفاني السعدي القيسي المُضري العدناني .
وقد ذكر ابن حزم في جمهرة النسب أن عمرو بن جابر بن خشين ( أحد أجداد قبيلة المواجدة ) , كان سيد غطفان , وكان له ضريبة خاصة به مقدارها بكرتان (ناقتان) تؤخذ عن كل أسير لدى قبيلة غطفان يفتديه قومه.ويذكر القلقشندي في كتابه نهاية الأرب , أن المواجدة بطن من صبيح من فزارة من ذبيان , وأنهم كانوا بوادي القرى , ولم يبق منهم بنجد أحد .
كما يذكر ابن حزم الأندلسي في كتابه » جمهرة النسب « أن المواجدة , هم بطن من صبيح من فزارة من ذبيان .
وأكد عبد الرحمن بن زيد المغيري أن المواجدة بطن من قبيلة فزارة الذبيانية , وأنه لم يبق من فزارة بنجد أحد , ونزلت قبيلة طيء مكانهم , ومنهم (المواجدة ) الآن جماعة في المعقل بالمغرب الأقصى , ومنهم طائفة ببلاد لعي وواكلة ( وَرْكلة اليوم في الجزائر ) .
ويورد الباحث محمد سليمان الطيب في كتابه » معجم قبائل العرب « أن فرعا من قبيلة المواجدة يسكنون برقة في ليبيا , وهم بطن من قبيلة فزارة من ذبيان , ويذكر أن لفزارة بقية في بني سويف وجرجا في صعيد مصر , وقد وردت فزارة في الجريدة الرسمية لقانون العربان عام 1883م , كذلك أشار الطيب إلى وجود فروع أخرى من فزارة في البحيرة وديروط وسوهاج في مصر .
أما الدكتور مصطفى أبو ضيف أحمد , في كتابه » أثر القبائل العربية في الحياة المغربية خلال عصري الموحِّدين وبني مرين 1130- 1476م « , فيذكر ان المواجدة من أشهر بطون قبيلة فزارة في أوائل القرن التاسع الهجري في بلاد المغرب العربي , وكان لهم دور عظيم في تعريب المغرب العربي .
ومن أحدث كتب النسب التي أشارت لقبيلة المواجدة , كتاب » موسوعة القبائل العربية « للباحث عبد الحكيم الوائلي , حيث ذكر في الجزء السادس من الكتاب أن المواجدة هم بطن من صبيح من فزارة من ذبيان , وأن فرعهم في الأردن قاتل بضراوة دفاعا عن الأردن خلال حروبه المختلفة .
ويعود أقدم ذكر لقبيلة المواجدة بهذا الاسم إلى حوالي العام 828ه / 1425م , حينما ذكر أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي في كتابه » نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب « , أن قبيلة المواجدة هم فرع من قبيلة فزارة من ذبيان , وهذا يعني أن قبيلة المواجدة كانت قد تشكلت قبل نحو (500) عام على الأقل من ذكر القلقشندي لهم , ومن هنا يقدر الباحث ( خالد المواجدة ) بأن نشأة قبيلة المواجدة كانت حوالي العام 300ه / 912م , وما زالت القبيلة تحتفظ بنفس الاسم منذ أكثر من ألف عام وحتى اليوم .
الموطن الأصلي للقبيلة
قبيلة المواجدة هي قبيلة نجدية النشأة والموطن , كانت تسكن بلاد نجد وما جاورها حتى وادي القرى القريب من المدينة المنورة, وقد بقيت القبيلة مع أبناء عمومتها من فروع ذبيان الأخرى هناك حتى أوائل العام 440ه / 1048م , إلى أن ضاقت قبائل نجد بالجفاف الذي ضرب المنطقة واستمر نحو عشرين عاما , فخرجت قبائل نجد الأصلية في هجرة عظيمة في ثلاثة اتجاهات رئيسية هي :
- الاتجاه الأول نحو العراق : وقد تشكلت هذه الموجة من قبائل فزارة بما فيهم المواجدة , واجتاحت هذه القبائل جنوب العراق من بادية البصرة حتى أطراف بغداد واستقرُّوا فيها بعد معارك طاحنة مع القبائل التي كانت تسكن هناك.
- الاتجاه الثاني نحو الأردن : وتشكلت هذه الموجة من قبائل عنزة والعدوان والعبيدات , وبعض قبائل طيء , واستقرَّ بعض هذه القبائل في الأردن , وواصل البعض الآخر هجرته ليستقرَّ في بادية الشام حتى اليوم .
- الاتجاه الثالث نحو فلسطين وسوريا : وقد شكلت قبائل بنو هلال وبنو سليم وبعض فروع فزارة ( بما فيهم المواجدة ) معظم هذه الموجة , حيث اشتهرت هجرتهم فيما يُسمَّى اليوم »تغريبة بني هلال« لكثرة العنصر الهلالي رغم مرافقة قبائل أخرى لهم , وقد اجتاح بنو هلال ومن رافقهم بلاد الشام ومصر ثمَّ سمح لهم والي مصر بمتابعة هجرتهم نحو دول شمال أفريقيا مثل ليبيا وتونس والجزائر والمغرب .
توزيع قبيلة المواجدة في الوطن العربي
وتتوزع قبيلة المواجدة اليوم في الوطن العربي في تسعة أماكن رئيسية هي :
- المملكة العربية السعودية : حيث نشأ هذا الفرع من قبيلة المواجدة , ممن آثر البقاء في نجد , واستمر وجودهم في بلاد نجد حتى اليوم , ويسكنون الآن في منطقة الأفلاج في إمارة القصيم , ومن هؤلاء , خرج قسمان , اتجه الأول نحو إمارة مكة المكرمة , وقد ذكر العلامة السعودي المرحوم حمد الجاسر في كتابه المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية , أنهم أسَّسوا بلدتين كبيرتين في بلاد حَلِي و القوز في مكة المكرمة , ولا زالت البلدتان تحملان اسم »المواجدة« حتى اليوم , أما القسم الثاني فاتجه إلى الجنوب الشرقي ليستقرَّ اليوم في منطقة حفر الباطن.
- الكويت : ويتمركزون في منطقة الجهراء في العاصمة الكويتية , , وهؤلاء هم أصلا من حفر الباطن جاءوا إلى الكويت في ثلاثينيات القرن العشرين واستقرُّوا فيها.
- الإمارات العربية المتحدة : يسكنون في منطقة حتا في إمارة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة , وعددهم هناك قليل , واشتهر منهم الشاعر الإماراتي ابن ظاهر الماجدي , الذي برز في القرن الثامن عشر الميلادي كأشهر شاعر في الجزيرة العربية كلها كما تذكر المصادر التاريخية .
- العراق : وفيها أكثر المواجدة عددا , ويتمركزون في ثلاث محافظات جنوب العراق هي البصرة ( مركزهم قضاء القرنة) , والعمارة (ميسان) ( يتمركزون في بلدات : الكحلاء والمجر , وسوق الشيوخ) , والناصرية ( مركزهم في منطقة الكبايش ) .
- الأردن : ويسكنون في محافظة الكرك , وهم بنو عبد العزيز بن محمد بن ماجد المواجدة الصبيحي الفزاري الذبياني , الذي قدم إلى الأردن حوالي العام (1760م ) , بعد ان حكم عليه بالجلاء , فاتجه غربا واستقرَّ عند عشيرة »الطحاطرة « وهم فرع من قبيلة الحجايا , ثم واصل شمالا حتى استقرَّ في منطقة »البقيع « غربي المزار الجنوبي الآن .
- فلسطين : وفرع فلسطين خرج من فرع الكرك , وهم بنو ضيف الله بن اشتيوي بن عبد العزيز المواجدة , وكان ضيف الله هذا رجلا تقيا ورعا تروى عنه حكايات تتعلق بتقواه , كان يعمل في تجارة المواشي بين الكرك والخليل , وهناك تعرف على تاجر آخر من عائلة التميمي , فتزوج إحدى بناته , واستقرَّ في الخليل , ثم اشترى أرضا في بلدة سعير جنوب الخليل واستقرَّ هناك مع أبنائه من زوجته الخليلية , واشتهر من هذا الفرع عبد الفتاح بن كريم المواجدة الذي كان قاضيا عشائريا وفارسا لا يشق له غبار في جنوب الخليل في ثلاثينيات القرن العشرين .
- مصر : وقد استقرَّت بعض فروع المواجدة في محافظة الدقهلية القريبة من القاهرة اليوم , وتسمى بلدتهم هناك اليوم » بساتين المواجد « ثم خرج قسم منهم واتجه شمالا وأسس بلدة » فزارة « ولا تزال البلدة إلى اليوم تحمل اسم » خراب فزارة « . ولم يبق من هؤلاء في مصر إلا أعداد قليلة , بعد أن هاجروا غربا باتجاه ليبيا .
- ليبيا : وقد وفد هؤلاء مع بعض فروع قبائل فزارة وسليم وهم يستقرُّون اليوم في بلدة »البيضة« القريبة من السلوم على الحدود المصرية الليبية , ولا زالوا على حالة البداوة حتى الآن .
- الجزائر : وهؤلاء من المواجدة في ليبيا الذين كانوا يرتادون الصحارى بين ليبيا والجزائر قبل أن يستقروا نهائيا في عشرينيات القرن العشرين في منطقتين في الجزائر في واحتي (لعي وورقلة ) في الصحراء الجزائرية .
المواجدة في الأردن :
منذ استقرار الجد المؤسِّس للقبيلة في الأردن عبد العزيز بن محمد المواجدة عام 1760م , أخذت القبيلة مكانتها الطبيعية في الكرك شيئا فشيئا , وتتفرع قبيلة المواجدة اليوم في الكرك إلى ست فروع هي :
- الخليل : وهم بنو خليل بن عبد العزيز المواجدة..
- الشتيويين : وهو بنو اشتيوي بن عبد العزيز المواجدة .
- آل عبد الكريم : وهم بنو عبد الكريم بن عبد العزيز المواجدة , وينقسمون إلى ثلاثة أقسام : آل موسى وآل إبراهيم وآل جبرائيل .
- الأحمدة : وهم بنو أحمد بن عبد العزيز المواجدة , ومن شيوخهم الشيخ عبدالله بن جمعة المواجدة الذي قتله الأتراك في 16/1/.1911
- السعيديين : وهم بنو سعيد بن عبد العزيز المواجدة .
- الهوارين : وهم بنو هارون بن عبد العزيز المواجدة.
وتفتخر القبيلة بأن كل فروعها هم من أب واحد , وليست تجمعا أو أحلافا .